الاِبهامات حول هذه الفرقة :
قد عرفت كلمات أصحاب المقالات وكتاب العقائد والظاهر منهم ومن
غيرهم افتراض فرقة إسلامية شيعية نجمت بعد وقعة الطف (61 ـ 67هـ) والتفّت
عدّة من الشيعة حول محمد ابن الحنفية واتّخذوه قائداً (في حياة الاِمام زين
العابدين _ عليه السلام _) وقد لبّى هو وولده أبو هاشم ووصيه، ولم يكن هناك أي
اعتراض واستنكار من رجالات البيت الهاشمي فاستتب الاَمر لابن الحنفية وابنه
ومن بعده واستفحل أمرهم إلى عصر أبي جعفر المنصور العباسي، وقد كان
العباسيون يستمدون شرعية دولتهم وخلافتهم من انتمائهم إلى تلك الفرقة
وكانت لهم أُصول عقائد يتميزون بها عن سائر الفرق.
لكن الاِبهامات التي تحدق بهذه الفرقة من جوانب شتى يدفع الاِنسان إلى
التأكد الكثير من وجود هذه الفرقة الاِسلامية في الساحة وبروزهم إليها باسم الدين
وإليك بيانها:
1 ـ الاختلاف في المسمّى بكيسان :
إنّ الكيسانية منسوبة إلى «كيسان» وقد اختلفوا في المسمّى به إلى أقوال
فمن قائل: إنّه اسم محمد ابن الحنفية، إلى آخر: إنّه اسم مولى لعلي، إلى ثالث: إنّه
اسم نفس المختار بن أبي عبيدة الثقفي، إلى رابع: إنّه اسم صاحب شرطته المكنى
بـ «أبي عمرة» وكان اسمه كيسان (1).
2 ـ الاختلاف فيمن نصب محمداً الحنفية للاِمامة :
إنّ القائد الذي تنتهي إليه تلك الفرقة هو محمد الحنفية، فقد
(1) الاَشعري: مقالات الاِسلاميين: 18، والبغدادي: الفرق بين الفرق: 3و 38، والنوبختي: فرق
الشيعة: 22.