الكيسانية والاِبهامات المحدقة بها
قد علمت أنّ الغلاة ليسوا من المسلمين ولا من الشيعة ولا يصح عدّهم من
الفرق الاِسلامية، وإنّ هذا الخطأ صدر من النوبختي والاَشعري وجاء الباقون
فساروا على سيرتهما. نعم يظهر من كتب الفرق أنّ فرقاً للشيعة برزت إلى حيّز
الوجود قبل ثورة زيد بن علي. وفرقاً أُخرى ظهرت بعد ثورته. ولعل القسم الاَوّل
منحصر في الكيسانية التي يدعي أصحاب المقالات أنّها ظهرت بعد ثورة الحسين
_ عليه السلام _ أيام إمامة ولده زين العابدين _ عليه السلام _، وبدورنا نذكر بعـض
نصوصهم حول الكيسانية. ثم نرجع إلى تحرير المتحصل منها، ولاَجل ذكر
النصوص في بدء البحث نستغني عن الاِرجاع إلى المصادر عند التحليل فنقول:
1 ـ قال الاَشعري: الكيسانية وهي إحدى عشرة فرقة، وإنّما سمّوا كيسانية
لاَنّ المختار الذي خرج وطلب بدم الحسين بن علي ودعا إلى محمد ابن الحنفية
كان يقال له كيسان، ويقال إنّه مولى لعلي بن أبي طالب ـ رضي اللّه عنه ـ .
الفرقة الاَُولى من الكيسانية يزعمون أنّ علي بن أبي طالب _ عليه السلام _
نصّ على إمامة ابنه محمد ابن الحنفية، لاَنّه دفع إليه الراية بالبصرة.
والفرقة الثانية: منهم يزعمون أنّ علي بن أبي طالب نصّ على إمامة ابنه
الحسن بن علي وأنّ الحسن بن علي نصّ على إمامة أخيه الحسين بن علي وأنّ
الحسين بن علي نصّ على إمامة أخيه محمد بن علي وهو محمد ابن الحنفية.
والفرقة الثالثة: من الكيسانية هي الكربية أصحاب أبي كرب الضرير