الفصل الاَوّل
فرق الشيعة
بين الحقائق والاَوهام
إنّ من ثمرات وجود النبي المعصوم بين الاَُمّة هو رأب الصدع بعد ظهوره
بينهم، وفصل القول، عند اندلاع النزاع، والقضاء على الفتنة في مهدها، وكان
رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يلمّ الشمل، ويُزيل الخلاف عند بروزه
فلاَجل ذلك كان اختلاف الصحابة في عصره _ صلى الله عليه وآله وسلم _ غير موَثر
في تفرق الاَُمّة، لاَنّه صلوات اللّه عليه وآله بحنكته، واعتقاد الاَُمّة بعصمته، كان
يأخذ بزمام الاَُمور، ويكسح أسباب الشقاق من جذوره.
فعندما اعترض عليه ذو الخويصرة عند توزيع الغنائم بين المسلمين بقوله:
إعدل يامحمّد فإنّك لم تعدل، فقال عليه الصلاة والسلام: «إن لم أعدل، فمن
يعدل» ثم أعاد اللعين وقال: هذه قسمة ما أُريد بها وجه اللّه، فعند ذاك لم يجد
النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ بُدّاً من أن يعرّفه للاَُمّة الاِسلامية وقال: «سيخرج
من ضئضىَ هذا الرجل قوم يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية» (1)
(1) مضت اسناد الرواية في: 5|480 ـ 502، من هذه الموسوعة