كل ما ذكرنا يرجع إلى زيد، وأمّا الزيدية فلهم عندنا حساب خاص سوف
نرجع إلى إرائهم وعقائدهم في مجال الاَُصول والفقه في فصل مستقل.
زلة بعدها زلة :
قد عرفت مدى صحّة كلام الشيخ أبو زهرة في نسبه هذه الآراء إلى زيد وقد
تبعه من جاء بعده، من دون ترو وتحقيق، فنرى أنّ الدكتور «أحمد محمود
صبحي» يتبعه عشوائياً وينسب تلك الآراء إلى زيد حرفاً بحرف، فنسب إليه إنكار
القول بالبداء، والتقية، والعصمة، والعلم اللدني، والمهدوية، وذكر أنّ آراء زيد في
ذلك المجال متعارضة وآراء الاِمامية وذكر أنّ مصدر كلامه هو كتاب «نشأة الفكر
الفلسفي في الاِسلام» للدكتور علي سامي النشار، وأظن أنّه ذكره بعنوان أحد
المصادر، وإلاّ فالمصدر الواقعي لكلامه هو كتاب أبي زهرة ووحدة الصياغة
تعرب عن عيلولتهما على الشيخ وعلى كل تقدير فقد خبطوا خبطة عشواء
وبذلك أفسدوا الاَمر على المجتمع الاِسلامي وصوروا أنّ الاِمام زيد كان يخالف
الرأي العام لسائر الاَئمة الاثني عشر، ولعله كان هذا هو المقصد من إلقاء الحجر
في الماء الراكد. وإيجاد الفرقة أو توسيعها بين الطائفتين.
* * *
قد أسفر وجه الحقيقة وبان أنّ زيداً كان علويّ المبدأ والفكرة، ولم يكن له
في الاَُصول والعقائد سوى ما عند العترة الطاهرة بقي الكلام من كونه صاحب
مذهب فقهي خاص، على أساس منهج معين وهذا هو الذي نأخذه بالبحث.