الفصل الثامن
هل كان زيد إماماً
في الاَُصول والعقائد، والفروع والاَحكام؟
إنّ للمذهب الزيدي السائد حالياً في اليمن وغيرها بعدين: بعداً فقهياً ـ
يُلحقه بالمذاهب الفقهية المعروفة، وهذا ما يبحث عنه في تاريخ الفقه وطبقات
الفقهاء ـ وبُعداً عقائدياً، وهذا هو المسوّغ لطرحه في كتب الملل والنحل، ولاشك
أنّ المذهب الزيدي الذي تبنّاه أئمة الزيدية طيلة قُرُون، من عهد أحمد بن عيسى
ابن زيد موَلف الاَمالي (ت 247 هـ) إلى عهود الاَقطاب الثلاثة كان يتمتع ببعدين
متميزين العقيدة والفقه، وهوَلاء الاَقطاب عبارة عن:
1 ـ الاِمام القاسم الرسّـي.
2 ـ الاِمام الهادي يحيى بن الحسين.
3 ـ الاِمام الناصر الاَطروش.
فكان عندهم الفقه والعقيدة ولكل ميزة وسمة، تضفي له صبغة خاصة في
مجاله إنّما الكلام في المذهب الموروث عن نفس الاِمام أي زيد الثائر، فهل كان
لمذهبه بعدان، فقهي وعقائدي؟ أو كان لمذهبه بعد واحد؟ أو لم يكن هذا ولا ذاك