روى الكليني عن سعيد السمان، قال: كنت عند أبي عبد اللّه _ عليه السلام _ إذ دخل عليه رجلان من الزيدية، فقالا له: أفيكم إمام مفترض الطاعة؟ قال: فقال: «لا » (1)، قال: فقالا له: قد أخبرنا عنك الثقات إنك تفتي، وتقر وتقول به (بأنّ فيكم إماماً مفترض الطاعة) ونسمّيهم لك فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشمير وهم ممّن لا يكذب، فغضب أبو عبد اللّه _ عليه السلام _ فقال: «ما أمرتهم بهذا» (بوجود إمام مفترض الطاعة) فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا، فقال لي: «أتعرف هذين؟» قلت: نعم هما من أهل سوقنا، وهما من الزيدية، وهما يزعمان أنّ سيف رسول اللّه عند عبد اللّه بن الحسن، فقال: «كذبا لعنهما اللّه واللّه ما رآه عبد اللّه بن الحسن بعينيه ولا بواحدة من عينيه ولا رآه أبوه. اللّهم إلاّ أن يكون رآه عند علي بن الحسين _ عليه السلام _ ...» (2). ترى أنّ موقف الرجلين أمام الاِمام الصادق _ عليه السلام _ هو موقف أخذ الاِقرار منه بإمامة زيد ومن بعده وتكذيب إمامته وقيادته وأنّه ليس عنده سلاح رسول اللّه ولا متاعه فلم يكن بد من الاِمام _ عليه السلام _ من التعرض عليهم. والذي يدلّ على ذلك ما رواه الكليني عن إسماعيل بن محمد بن عبد اللّه بن علي بن الحسين _ عليه السلام _ عن أبي جعفر _ عليه السلام _ قال: لما حضر علي بن الحسين الوفاة قبل ذلك أخرج سفطاً أو صندوقاً عنده قال: يا محمد احمل هذا الصندوق. قال: فحمل بين أربعة فلما توفي جاء إخوته يدعون [ما] في الصندوق، فقالوا: أعطنا نصيباً من الصندوق، فقال: واللّه مالكم فيه شيء، ولو كان لكم فيه شيء ما دفعه إليّ، فكان في الصندوق سلاح رسول اللّه وكتبه (3).
(1) قاله _ عليه السلام _ تقية أو تورية اتّقاء شرهما. (2) الكليني: الكافي: 1|232 ـ 233، كتاب الحجّة، باب ما عند الاَئمة من سلاح رسول اللّه ومتاعه. (3) الكافي: 1|305، كتاب الحجّة، باب الاِشارة والنص على أبي جعفر _ عليه السلام _ ، الحديث1.