سيد أهل الاِباء الذي علّم الناس الحميّة والموت تحت ظلال السيوف، اختياراً له على الدنيّة، أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب _ عليهما السلام _ عُرِض عليه الاَمان، فأنِفَ من الذلّ، وخاف من ابن زياد أن ينالَه بنوعٍ من الهوان؛ إن لم يقتُله، فاختار الموت على ذلك (1)
الثورات الناجمة عن ثورة الاِمام الحسين _ عليه السلام _ :
أرى أنّ اللازم قبل كل شيء تبيين جذور ثورة الاِمام زيد، وما دفعه إلى الخروج وهل كان هناك حافز نفساني دفعه إلى القيام واكتساح الاَشواك عن طريق الخلافة التي كان يتبنّاها، أو كان هناك دافع خارجي يحضّه ويشوّقه إلى قبض الخلافة والزعامة، أو لا هذا ولا ذاك بل كان مستلهماً من ثورة جده الاِمام الحسين ـ عليه السلام ـ وكانت ثورته استمراراً لثورته، تلك الثورة التي أنارة الدرب لكل من يطلب الحقّ ويضحي في سبيله.
إنّ ثورة الحسين _ عليه السلام _ منذ تفجرها صارت أُسوة وقدوة للمضطهدين على وجه البسيطة، والمعذبين تحت نير الطغاة، وعلى المعانين من حكومات الجور والتعسف في الاَوساط الاِسلامية وانحراف الدول والحكومات عن خط العدل والاقتصاد.