طباطبا العلوي (محمد بن إبراهيم) وكان قد خرج على بني العباس، فبايعه أبو السرايا وتولّـى قيادة جنده، واستوليا على الكوفة، فضرب بها أبو السرايا الدرهم، وسيّر الجيوش إلى البصرة ونواحيها، وعمل على ضبط بغداد، وامتلك المدائن وواسطاً، واستفحل أمره، وأرسل العمال والاَُمراء إلى اليمن والحجاز وواسط والاَهواز، وتوالت عليه جيوش العباسيين فلم تضعضعه إلى أن قتله الحسن بن سهل وبعث برأسه إلى المأمون ونصبت جثته على جسر بغداد (1) وقد فصل أبو الفرج الكلام حول خروج أبو السرايا ولقائه مع محمد بن إبراهيم يرجع ملخصه إلى ما ذكره خير الدين، ولذلك اقتصرنا عليه (2) و ليعلم أنّ القاسم الرسّي الذي يعتبر الاِمام الثاني للزيدية من فريق الاَئمة المجتهدين هو أخو محمد بن إبراهيم، كما أنّ الاِمام الهادي الذي أسس دولة فيها هو حفيد القاسم الرسّي، فالكل من أغصان الشجرة الطيبة العلوية. * * *
(1) خير الدين الزركلــي: الاَعلام: 3|82 نقلاً عن البداية والنهاية: 10|244 ومقاتل الطالبيين: 338، والطبري: التاريخ: 10|227. (2) انظر: أبو الفرج الاَصفهاني، مقاتل الطالبيين: 518 ـ 536.تحقيق سيد أحمد صقر.