[الجزء الأول]
[مقدمة التحقيق][مقدمة الناشر]
(بسم الله الرحمن الرحيم) الحمد للَّه ربّالعالمين و الصلاة و السلام على رسولاللَّه الأمين محمّد و آله الطيّبينالطاهرين و اللعنة الدائمة على أعدائهمأجمعين.
و بعد، فلا يخفى أنّ الناظر في سلوكيّاتالمتشرّعة من أبناء الطائفة الشيعيّةيجدهم مهتمّين و إلى درجةٍ كبيرة بمايسمّى ب «الرسائل العمليّة» الّتي تعبّرعن آراء الفقهاء و المجتهدين الّذينيمتّون إليهم بصلة التقليد و المتابعة لهمفي أفعالهم و تصرّفاتهم الفرديّة والعائليّة و الاجتماعيّة و في مختلفمجالات الحياة.
و الرسائل العمليّة بدورها تختلف فيمابينها في الدقّة و العمق و كثرة الفروع وتنوّع المسائل و إن اشتركت فيما بينها فيالكثير من الأبواب لكن هذا التمايز صارسبباً في جعل بعض الرسائل محوراً تدورعليه رحى الأبحاث الفقهيّة الاستدلاليّةففي رسائل السلف الصالح من فقهائنا رضواناللَّه عليهم تجد أن «شرائع الإسلام» والّتي هي عبارة عن رسالة عمليّة لفقيهعصره العلّامة المحقّق الحلّي رضواناللَّه عليه باتت محوراً للعشرات منالتعاليق و الحواشي الاستدلاليّة و غيرهابدءاً ب «مسالك الافهام» و انتهاءً ب«جواهر الكلام» و في رسائل متأخّريالمتأخّرين من فقهائنا الأعلام تبرز«العروة الوثقى» رسالة الأحكام الشرعيّةالعمليّة لفقيه عصره و وحيد دهره العلّامةآية اللَّه السيّد كاظم الطباطبائياليزدي (قدّس سرّه) فقد احتلّت مقامالمحوريّة للأبحاث الاستدلاليّة في الفقهلكلّ من جاء