معتمد فی شرح المناسک، محاضرات جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
عذر أم لا ؟ و إن الروايات هل تشمل النسيان ام لا ؟ ذهب المشهور إلى شمول الروايات للناسي و خالف صاحب الحدائق ( 1 ) و قال : إن الروايات خالية عن ذكر الناسي .و أما قوله ( ع ) : ( ان الله اعذر لعبده ) فلا يشمل النسيان فانه من الشيطان و ما كان من الشيطان لا يجري فيه العذر .و أما في مورد الجهل فانما نقول بهذا الحكم للنص و هو شامل للنسيان و لا بأس بتغاير حكم الجاهل و الناسي كما في باب الصلاة بالنسبة إلى نسيان النجاسة و الجهل بها فانه يحكم بالفساد في صورة النسيان ويحكم بالصحة في فرض الجهل بها .و يرد عليه : ان لا ريب في ان النسيان عذر بل من أقوى الاعذار لعدم تمكنه من الامتثال و عدم صحة توجه التكليف اليه .و لذا ذكروا ان الرفع في مورد النسيان رفع واقعي فقوله ( ع ) : ( الله أعذر لعبده ) يشمل النسيان أيضا .على انه لو لم تكن هذه الجملة مذكورة في الصحيحة لكانت نفس الصحيحة كافية في معذورية الناسي لقوله : ( عن الرجل يأتي بعد ما يفيض الناس من عرفات ) فان إطلاقه يشمل الناسي و الجاهل و لا يختص بالعاجز و الجاهل إذا لم يذكر سبب التأخير في الرواية .و قد يتوهم ان إطلاقه يشمل العامد في التأخير أيضا و هو مراد قطعا فلا يمكن الاخذ بالاطلاق .و فيه أولا : انه لا إطلاق له بالنسبة إلى العامد لانصراف الرواية عن العامد فانه قوله : ( الله اعذر لعبده ) ظاهر في الاختصاص
1 - الحدائق : ج 16 ص 405 .