معتمد فی شرح المناسک، محاضرات جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
و مع ذلك خيرهم الله تعالى بين الحلق و التقصير اي تدخلون المسجد الحرام بعد اعمال الحج و مناسك منى قد حلق بعضكم رأسه و قصر بعضكم ( 1 ) .( 1 ) لا يخفى ان ما ذكره سيدنا الاستاذ دام ظله في تفسير هذه الآية الشريفة و بيان المراد منها لم يسبق اليه أحد من المفسرين و لا من الفقهاء فيما نعلم ، فانهم ذكروا في تفاسيرهم ما ينطبق هذه الآية الشريفة على العمرة المفردة فقد قالوا ان الله تعالى لما أرى نبيه ( صلى الله عليه و آله ) في المنام بالمدينة ان المسلمين دخلوا المسجد الحرام فاخبر بذلك اصحابه فانصرفوا إلى مكة لاداء العمرة المفردة في السنة السادسة من الهجرة فلما وصل صلى الله عليه و آله هو و أصحابه إلى الحديبية التي تسمى في زماننا هذا ب ( شميسي ) قريب من مكة على طريق المدينة وقع صلح الحديبية المعروف فيها فرجع رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ، و لم يدخلوا مكة ، فقال المنافقون ما حلقنا و لا قصرنا و لا دخلنا المسجد الحرام .و روي ان بعض الاصحاب ( قال : ما شككت في الاسلام الا في ذلك الوقت فجاء إلى النبي ( صلى الله عليه و آله ) و قال : يا رسول الله أ ليس وعدتنا ان ندخل المسجد الحرام محلقين و مقصرين فقال : له رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قلت لكم انا ندخلها العام ؟ فقال : لا ، فقال : صلى الله عليه و آله فانكم تدخلونها ان شاء الله ) فانزل الله هذه الاية و أخبر سبحانه بأن ما أراه النبي ( صلى الله عليه و آله ) هو الصدق و الحق و ليس بالباطل فلما كان ذو القعدة من السنة السابعة للهجرة اعتمروا و دخلوا المسجد الحرام =