ثم عطف سبحانه على ما قبله من قوله «وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ»فقال «وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِاللَّهِ» أي مؤخرون موقوفون لما يرد منأمر الله تعالى فيهم «إِمَّايُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُعَلَيْهِمْ» لفظة إما وقوع أحد الشيئين والله سبحانه عالم بما يصير إليه أمرهم ولكنه سبحانه خاطب العباد بما عندهم ومعناه و لكن كان أمرهم عندكم على هذا أيعلى الخوف و الرجاء و هذا يدل على صحةمذهبنا في جواز العفو عن العصاة لأنهسبحانه بين أن قوما من العصاة يكون أمرهمإلى الله تعالى إن شاء عذبهم و إن شاء قبلتوبتهم فعفا عنهم و يدل أيضا على أن قبولالتوبة تفضل من الله سبحانه لأنه لو كانواجبا لما جاز تعليقه بالمشيئة «وَاللَّهُ عَلِيمٌ» بما يؤول إليه حالهم«حَكِيمٌ» فيما يفعله بهم.