مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
تعالى به عالما ففي نفي علمه بذلك نفيالمعلوم و معناه أنه ليس في السماوات و لاالأرض إله غير الله و لا أحد يشفع لكم يومالقيامة و قيل معناه أ تخبرون الله بشريكأو شفيع لا يعلم شيئا كما قال وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لايَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فكذلك وصفهمبأنهم لا يعلمون في السماوات و الأرض شيئا«سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّايُشْرِكُونَ» أي تنزه الله تعالى عن أنيكون له شريك في استحقاق العبادة «وَ ماكانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةًفَاخْتَلَفُوا» فيه أقوال (أحدها) أنالناس كانوا جميعا على الحق و على دين واحدفاختلفوا في الدين الذي كانوا مجتمعينعليه ثم قيل أنهم اختلفوا على عهد آدم وولده عن ابن عباس و السدي و مجاهد والجبائي و أبي مسلم، و متى اختلفوا؟ قيلعند قتل أحد ابنيه أخاه و قيل اختلفوا بعدموت آدم (ع) لأنهم كانوا على شرع واحد و دينواحد إلى زمن نوح و كانوا عشرة قرون ثماختلفوا عن أبي روق و قيل كانوا على ملةالإسلام من لدن إبراهيم (ع) إلى أن غيرهعمرو بن لحي و هو أول من غير دين إبراهيم وعبد الصنم في العرب عن عطاء و يدل على صحةهذه الأقوال قراءة عبد الله و ما كان الناسإلا أمة واحدة على هدى فاختلفوا عنه (وثانيها) أن الناس كانوا أمة واحدة مجتمعةعلى الشرك و الكفر عن ابن عباس و الحسن والكلبي و جماعة ثم اختلف هؤلاء فقيل كانتأمة كافرة على عهد إبراهيم ثم اختلفوافتفرقوا فمنهم مؤمن و منهم كافر عن الكلبيو قيل كانت كذلك منذ وفاة آدم إلى زمن نوحعن الحسن و قيل أراد به العرب الذين كانواقبل مبعث النبي (ص) فإنهم كانوا مشركين إلىأن بعث النبي (ص) فآمن به قوم و بقي آخرونعلى الشرك و سئل علي (ع) عن هذا فقيل كيف يجوز أن يطبقأهل عصر على الكفر حتى لا يوجد مؤمن يشهدعليهم و الله تعالى يقول فَكَيْفَ إِذاجِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وأجيبوا عن ذلك بأنه يجوز أن يكون أهل كلعصر و إن لم يخل عن مؤمنين يشهدون عليهمفربما يقلون في عصر و إنما يتبع الاسمالأعم و على هذا يقال دار الإسلام و دارالكفر و في تفسير الحسن و ما كان الناس إلى مبعثنوح إلا ملة واحدة كافرة إلا الخاصة فإنالأرض لا تخلو من أن يكون لله تعالى فيهاحجة (و ثالثها) إن الناس خلقوا على فطرةالإسلام ثم اختلفوا في الأديان «وَ لَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ» منأنه لا يعاجل العصاة بالعقوبة إنعاماعليهم في التأني بهم «لَقُضِيَبَيْنَهُمْ» أي فصل بينهم «فِيما فِيهِيَخْتَلِفُونَ» بأن يهلك العصاة و ينجيالمؤمنين لكنه أخرهم إلى يوم القيامةتفضلا منه إليهم و زيادة في الإنعام عليهمثم حكى سبحانه عن هؤلاء الكفار فقال «وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِآيَةٌ مِنْ رَبِّهِ» أي هلا أنزل على محمدآية من ربه تضطر الخلق إلى المعرفة بصدقةفلا يحتاجون معها إلى النظر و الاستدلال