اللغة
الزخرف كمال حسن الشيء و يقال زخرفته أيحسنته و منه زخرفت الجنة لأهلها أي زينتبأحسن الألوان و غني بالمكان أقام به والمغاني المنازل قال النابغة:
غنيت بذلك إذ هم لك جيرة
منها بعطفرسالة و تودد
منها بعطفرسالة و تودد
منها بعطفرسالة و تودد
المعنى
لما تقدم ما يوجب الترغيب في الآخرة والتزهيد في الدنيا عقبه سبحانه بذكر صفةالدارين فقال «إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِالدُّنْيا» أي صفة الحياة الدنيا أو شبهالحياة الدنيا في سرعة فنائها و زوالها«كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ» وهو المطر «فَاخْتَلَطَ بِهِ» أي بذلكالمطر «نَباتُ الْأَرْضِ» لأن المطر يدخلفي خلل النبات فيختلط به و قيل معناهفاختلط بسببه بعض النبات بالبعض فاختلط مايأكل الناس بما يأكل الأنعام و ما يقتاتبما يتفكه ثم فصل ذلك فقال «مِمَّايَأْكُلُ النَّاسُ» كالحبوب و الثمار والبقول «وَ الْأَنْعامُ» كالحشيش و سائرأنواع المراعي و قد قيل في المشبه و المشبهبه في الآية أقوال (أحدها) أنه تعالى شبهالحياة الدنيا بالماء فيما يكون به منالانتفاع ثم الانقطاع (و ثانيها) أنه شبههابالنبات على ما وصفه من الاغترار به ثمالمصير إلى الزوال عن الجبائي و أبي مسلم(و ثالثها) أنه تعالى شبه الحياة الدنيابحياة مقدرة على هذه الأوصاف «حَتَّى إِذاأَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها» أي حسنهاو بهجتها بأنواع الألوان و أجناس النبات وغير ذلك «وَ ازَّيَّنَتْ» أي تزينت في عينرائيها «وَ ظَنَّ أَهْلُها» أي مالكها«أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها» أي علىالانتفاع بها و معناه بلغت المبلغ الذي ظنأهلها أنهم يحصدونها و يقدرون على غلتهاأو إدامتها «أَتاها أَمْرُنا لَيْلًاأَوْ نَهاراً» أي أتاها عذابنا من برد أوبرد و قيل معناه أتاها حكمنا و قضاؤنابإهلاكها و إتلافها «فَجَعَلْناهاحَصِيداً» أي محصودة و معناها مقطوعةمقلوعة ذاهبة يابسة «كَأَنْ لَمْ تَغْنَبِالْأَمْسِ» أي كأن لم تقم على تلك الصفةبالأمس و معناه كأن لم تكن و لم توجد من قبل«كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍيَتَفَكَّرُونَ» أي مثل ذلك نميز الآياتلقوم يتفكرون فيها فيعتبرون بها و لما بينسبحانه أن الدنيا تنقطع و تفنى بالموت كمايفنى هذا النبات بفنون