مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
و الزيادة التفضل على قدر المستحق علىطاعاتهم من الثواب و هي المضاعفة المذكورةفي قوله «فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» عنابن عباس و الحسن و مجاهد و قتادة (وثانيها) الزيادة هي إن ما أعطاهم الله تعالى منالنعم في الدنيا لا يحاسبهم به في الآخرةعن أبي جعفر الباقر (ع) (و ثالثها) أن الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعةأبواب عن علي (ع) و قيل الزيادة ما يأتيهم في كل وقت من فضلالله مجددا (و رابعها) أن الزيادة هي النظرإلى وجه الله تعالى و روي ذلك عن أبي بكر وأبي موسى الأشعري و غيرهما و قد بين اللهسبحانه الزيادة في موضع آخر بقولهلِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ «وَ لايَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لاذِلَّةٌ» أي لا يلحق وجوههم سواد عن ابنعباس و قتادة و قيل غبار و لا ذلة أي هوان وقيل كآبة و كسوف عن قتادة و روى الفضيل بن يسار عن أبي جعفر الباقر (ع)قال قال رسول الله (ص) ما من عين ترقرقتبمائها إلا حرم الله ذلك الجسد على النارفإن فاضت من خشية الله لم يرهق ذلك الوجهقتر و لا ذلة «أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْفِيها خالِدُونَ» مر معناه «وَ الَّذِينَكَسَبُوا السَّيِّئاتِ» أي اكتسبوها وارتكبوها «جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها»أي لهم جزاء كل سيئة بمثلها يعني يجزونبمثل أعمالهم أي قدر ما يستحق عليها من غيرزيادة لأن الزيادة على قدر المستحق منالعقاب ظلم و ليس كذلك الزيادة على قدرالمستحق من الثواب لأن ذلك تفضل يحسن فعلهابتداء فالمثل هنا مقدار المستحق من غيرزيادة و لا نقصان «وَ تَرْهَقُهُمْذِلَّةٌ» أي يلحقهم هوان و ذل لأن العقابيقارنه الإهانة و الإذلال «ما لَهُمْ مِنَاللَّهِ مِنْ عاصِمٍ» أي ما لهم من حافظ ومانع يدفع عقاب الله عنهم «كَأَنَّماأُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَاللَّيْلِ مُظْلِماً» أي كأنما ألبستوجوههم ظلمة الليل و المراد وصف وجوههمبالسواد كقوله سبحانه وَ يَوْمَالْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواعَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ«أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيهاخالِدُونَ» ظاهر المراد.