«كَذلِكَ حَقَّتْ» الكاف في موضع نصب أيمثل أفعالهم جازاهم ربك و قوله «أَنَّهُمْلا يُؤْمِنُونَ» بدل من كلمة ربك أي حقيقعليهم أنهم لا يؤمنون و يجوز أن يكون علىتقدير حقت عليهم الكلمة لأنهم لا يؤمنون ويكون الكلمة ما وعدوا به من العقاب.
المعنى
ثم قرر سبحانه أدلة التوحيد و البعث عليهمفقال «قُلْ» يا محمد لهؤلاء الكفار «مَنْيَرْزُقُكُمْ» أي من يخلق لكم الأرزاق«مِنَ السَّماءِ» بإنزال المطر و الغيث«وَ» من «الْأَرْضِ» بإخراج النبات وأنواع الثمار و الرزق في اللغة هو العطاءالجاري يقال رزق السلطان الجند إلا أن كلرزق فإن الله هو الرزاق به لأنه لو لميطلقه على يد ذلك الإنسان لم يجيء منهشيء فلا يطلق اسم الرزاق إلا على اللهتعالى و يقيد في غيره كما لا يطلق اسم الربإلا عليه و يقيد في غيره فيقال رب الدار ورب الضيعة و لا يجوز أن يخلق الله حيوانايريد تبقيته إلا و يرزقه لأنه إذا أرادبقاءه فلا بد له من الغذاء «أَمَّنْيَمْلِكُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ»معناه أم من يملك أن يعطيكم الأسماع والأبصار فيقويها و ينورها و لو شاء لسلبنورها و حسها «وَ مَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّمِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَمِنَ الْحَيِّ» قيل معناه و من يخرجالإنسان من النطفة و النطفة من الإنسان وقيل معناه و من يخرج الحيوان من بطن أمهإذا ماتت أمه و يخرج غير التام و لا البالغحد الكمال من الحي و قيل معناه و من يخرجالمؤمن من الكافر و الكافر من المؤمن «وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ» أي و من الذييدبر جميع الأمور في السماء و الأرض على ماتوجبه الحكمة «فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ»أي فسيعترفون بأن الله تعالى يفعل هذهالأشياء و أن الأصنام لا تقدر عليها«فَقُلْ أَ فَلا تَتَّقُونَ» أي فقل لهمعند اعترافهم بذلك أ فلا تتقون عقابه فيعبادة الأصنام و في الآية دلالة علىالتوحيد و على حسن المحاجة في الدين لأنهسبحانه حاج به المشركين و فيها دلالة علىأنهم كانوا يقرون بالخالق و إن كانوامشركين فإن جمهور العقلاء يقرون بالصانعسوى جماعة قليلة من ملحدة الفلاسفة و منأقر بالصانع على هذا صنفان موحد يعتقد أنالصانع واحد لا يستحق العبادة غيره و مشركو هم ضربان