«إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ» شرط و جوابه فيقوله «فَلا أَعْبُدُ» و إنما صح ذلك لأنمعناه إن كنتم في شك فلا تطمعوا في تشكيكيحتى أعبد غير الله كعبادتكم.
المعنى
ثم أمر سبحانه نبيه (ص) بالبراءة عن كلمعبود سواه فقال «قُلْ» يا محمد لهؤلاءالكفار «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْكُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي» أ حق هوأم لا «فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ» لشككمفي ديني «وَ لكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَالَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ» أي يقدر علىإماتتكم و هذا يتضمن تهديدا لهم لأن وفاةالمشركين ميعاد عذابهم التي قيل كيف قالإن كنتم في شك من ديني مع اعتقادهم بطلاندينه فجوابه من وجوه (أحدها) أن يكونالتقدير من كان شاكا في أمري فهذا حكمه (والثاني) أنهم في حكم الشاك للاضطراب الذييجدونه في أنفسهم عند ورود الآيات (والثالث) أن فيهم من كان شاكا فغلب ذكرهم«وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَالْمُؤْمِنِينَ» أي و أمرني ربي أن أكونمن المصدقين بالتوحيد و إخلاص العبادة له«وَ أَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ» هذا عطف على ماقبله فكأنه قال و قيل لي و أقم وجهك«لِلدِّينِ» أي استقم في الدين بإقبالكعلى ما أمرت به من القيام بأعباء الرسالة وتحمل أمر الشريعة بوجهك و قيل معناه و أقموجهك في الصلاة بالتوجه نحو الكعبة«حَنِيفاً» أي مستقيما في الدين «وَ لاتَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» هذا نهيعن الإشراك مع الله سبحانه غيره فيالعبادة «وَ لا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِما لا يَنْفَعُكَ» إن أطعته «وَ لايَضُرُّكَ» إن عصيته و تركته أي لا تدعهإلها كما يدعوا المشركون الأوثان آلهة وإنما قال «ما لا يَنْفَعُكَ وَ لايَضُرُّكَ» مع أنه لو نفع و ضر لم تحسنعبادته أيضا لأمرين (أحدهما) أن معناه مالا ينفعك نفع الإله و لا يضرك ضرره (والثاني) أنه إذا كان عبادة غير الله ممنيضر و ينفع قبيحة فعبادة من لا يضر و لاينفع أقبح «فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَإِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ» معناه فإنخالفت ما أمرت به من عبادة غير الله كنتظالما لنفسك بإدخالك الضرر الذي هو العقابعليها و هذا الخطاب و إن كان متوجها إلىالنبي (ص) في الظاهر فالمراد به أمته «وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ» معناهو إن أحل الله بك ضرا من بلاء أو شدة أو مرض«فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ» أي لايقدر أحد على كشفه غيره كأنه سبحانه