ضائق و ضيق بمعنى واحد إلا أن ضائق هاهناأحسن لوجهين (أحدهما) أنه عارض (و الآخر)أنه أشكل بقوله «تارِكٌ» و الكنز المالالمدفون سمي بذلك لاجتماعه و كل مجتمع منلحم و غيره مكتنز و صار في الشرع اسم ذم لكلمال لا يخرج منه حق الله تعالى من الزكاة وغيره و إن لم يكن مدفونا و افترى و اختلق واخترق و خلق و خرص و خرق إذا كذب والاستجابة في الآية طلب الإجابة بالقصدإلى فعلها و يقال استجاب و أجاب بمعنى واحدو الفرق بين الإجابة و الطاعة إن الطاعةموافقة الإرادة الجاذبة إلى الفعل برغبةأو رهبة و الإجابة موافقة الداعي إلىالفعل من أجل أنه دعا به.
الإعراب
«أَنْ يَقُولُوا» في موضع نصب بأنه مفعولله و تقديره كراهة أن يقولوا فحذف المضاف وقيل «أَنْ يَقُولُوا» في موضع جر بدلا منالهاء في قوله «ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ»«أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ» أم هذهمنقطعة ليست بالمعادلة و تقديره بل أيقولون افتراه و هو تقرير بصورةالاستفهام.
النزول
روي عن ابن عباس أن رؤساء مكة من قريش أتوارسول الله (ص) فقالوا يا محمد إن كنت رسولافحول لنا جبال مكة ذهبا أو ائتنا بملائكةيشهدون لك بالنبوة فأنزل الله تعالى«فَلَعَلَّكَ تارِكٌ» الآية و روى العياشي بإسناده عن أبي عبد الله (ع)أن رسول الله (ص) قال لعلي (ع) إني سألت ربيأن يؤاخي بيني و بينك ففعل و سألت ربي أنيجعلك وصيي ففعل فقال بعض القوم و اللهلصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سألمحمد ربه فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه أوكنزا يستعين به على فاقته فنزلت الآية.
المعنى
ثم أمر سبحانه رسوله بالثبات على الأمر وحثه على حجاج القوم بما يقطع العذر فقال«فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحىإِلَيْكَ» أي و لعلك تارك بعض القرآن و هوما فيه سب آلهتهم و لا تبلغهم إياه دفعالشرهم و خوفا منهم «وَ ضائِقٌ بِهِصَدْرُكَ» أي و لعلك يضيق صدرك ممايقولونه و بما يلحقك من أذاهم و تكذيبهم وقيل باقتراحاتهم «أَنْ يَقُولُوا» أيكراهة أن يقولوا أو مخافة أن يقولوا «لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ» من المال«أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ» يشهد له فليسقوله «فَلَعَلَّكَ» على وجه الشك بلالمراد به النهي عن ترك أداء الرسالة والحث على أدائها كما يقول أحدنا لغيره و قدعلم من حاله أنه يطيعه و لا يعصيه و يدعوهغيره إلى عصيانه لعلك تترك ما آمرك به لقولفلان و إنما يقول ذلك ليؤيس من يدعوه إلىترك أمره فمعناه لا تترك بعض ما يوحى إليكو لا يضق صدرك بسبب مقالتهم هذه «إِنَّماأَنْتَ نَذِيرٌ» أي منذر «وَ اللَّهُعَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ» أي حفيظيجلب النفع إليه و يدفع الضرر عنه «أَمْيَقُولُونَ افْتَراهُ» معناه بل أ يقولوناختلق القرآن و اخترعه و أتى به من عندنفسه و قيل إن