زوجين اثنين فيكون انتصاب اثنين على أنهصفة لزوجين فإن قلت فالزوجان قد فهم أنهمااثنان فكيف جاز وصفهما بقوله «اثْنَيْنِ»فإنما جاز ذلك للتأكيد و التشديد كما قاللا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ و قدجاء في غير هذا من الصفات ما مصرفة إلىالتأكيد كقولهم أمس الدابر و نَفْخَةٌواحِدَةٌ و نَعْجَةٌ واحِدَةٌ قال وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى قال أبوعلي و يجوز في قوله «بِسْمِ اللَّهِمَجْراها وَ مُرْساها» أن يكون حالا منشيئين من الضمير الذي في قوله «ارْكَبُوا»و من الضمير الذي في فيها فإن جعلت قوله«بِسْمِ اللَّهِ» خبر مبتدإ مقدما في قولمن لم يرفع بالظرف أو جعلت قوله«مَجْراها» مرتفعا بالظرف لم يكن قوله«بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها» إلا جملة فيموضع الحال من الضمير الذي في فيها و لايجوز أن يكون من الضمير الذي في قوله«ارْكَبُوا» لأنه لا ذكر فيها يرجع إلىالضمير أ لا ترى أن الظرف في قول من رفعبالظرف قد ارتفع به الظاهر و في قول من رفعفي هذا النحو بالابتداء قد جعل في الظرفضمير المبتدأ فإذا كان كذلك خلت الجملة منذكر يعود إلى ذي الحال من الحال و إذا خلامن ذلك لم يكن إلا حالا من الضمير الذي فيفيها و يجوز أن يكون بسم الله حالا منالضمير الذي في قوله «ارْكَبُوا» على أنلا يكون الظرف خبرا عن الاسم الذي هومجريها على ما كان في الوجه الأول و يكونحالا من الضمير على حد قولك خرج بثيابه وركب في سلاحه و المعنى ركب مستعدا بسلاحه ومتلبسا بثيابه و في التنزيل وَ قَدْدَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَ هُمْ قَدْخَرَجُوا بِهِ فكان المعنى اركبوامتبركين باسم الله و متمسكين بذكر اسمالله و يكون في باسم الله ذكر يعود إلىالمأمورين فإن قلت فكيف يكون اتصال المصدرالذي هو مجريها بالكلام على هذا فإنه يكونمتعلقا بما في باسم الله من معنى الفعل وجاز تعلقه به لأنه يكون ظرفا على نحو مقدمالحاج و خفوق النجم كأنهم متبركين بهذاالاسم أو متمسكين به في وقت الجري أوالإجراء و الرسو أو الإرساء على حسبالخلاف بين القراء فيه و لا يكون الظرفمتعلقا باركبوا لأن المعنى ليس عليه أ لاترى أن المعنى لا يراد اركبوا فيها في وقتالجري و الثبات إنما المعنى اركبوا الآنمتبركين باسم الله في الوقتين اللذين لاينفك الراكبون فيها من الإجراء و الإرساءليس يراد اركبوا وقت الجري و الرسو فموضعمجريها نصب على هذا الوجه بأنه ظرف عمل فيهالمعنى و في الوجه الأول رفع بالابتداء أوبالظرف و يدل على أنه في الوجه الأول رفع وإن كان ذلك الفعل الذي كان يتعلق به لايعتبر به الآن قول الشاعر أنشده الأصمعي:
وا بأبي أنت و فوك الأشنب
كأنما ذر عليهالزرنب
كأنما ذر عليهالزرنب
كأنما ذر عليهالزرنب