مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
تفور علينا قدرهم فنذيمها *** و نفثاها عناإذا حميها غلا يريد بالقدر الحرب و نذيمها نسكنها و هذاأبعد الأقوال من الأثر و حمل الكلام علىالحقيقة التي تشهد بها الرواية أولى«قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّزَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ» أي قلنا لنوح (ع)لما فار الماء من التنور احمل في السفينةمن كل جنس من الحيوان زوجين أي ذكر و أنثى وقد ذكرنا المعنى في حجة القراءتين «وَأَهْلَكَ» أي و احمل أهلك و ولدك «إِلَّامَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ» أي منسبق الوعد بإهلاكه و الإخبار بأنه لا يؤمنو هي امرأته الخائنة و اسمها واغلة و ابنهاكنعان «وَ مَنْ آمَنَ» أي و احمل فيها منآمن بك من غير أهلك ثم أخبر سبحانه فقال«وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ» أيإلا نفر قليل و هم ثمانون إنسانا في قولالأكثرين و قيل اثنان و سبعون رجلا و امرأةو بنوه الثلاثة و نساؤهم فهم ثمانية وسبعون نفسا و حمل معه جسد آدم (ع) عن مقاتل وقيل عشرة أنفس عن ابن إسحاق و قيل ثمانية أنفس عن ابن جريج و قتادة و رويذلك عن أبي عبد الله (ع) و قيل سبعة أنفس عن الأعمش و كان فيهم بنوهالثلاثة سام و حام و يافث و ثلاث كنائن لهمفالعرب و الروم و فارس و أصناف العجم ولدسام و السودان من الحبش و الزنج و غيرهمولد حام و الترك و الصين و الصقالبة ويأجوج و مأجوج ولد يافث «وَ قالَارْكَبُوا فِيها» أي و قال نوح لمن آمن معهاركبوا في السفينة و في الكلام حذف تقديرهفلما فار التنور و وقف نوح على ما دله اللهعليه من هلاك الكفار قال لأهله و قومه«ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِمَجْراها وَ مُرْساها» أي متبركين باسمالله أو قائلين بسم الله وقت إجرائها و وقتإرسائها أي إثباتها و حبسها و قيل معناهبسم الله إجراؤها و إرساؤها و قد ذكرناتفسيره في الحجة و قال الضحاك كانوا إذاأرادوا أن تجري السفينة قالوا بسم اللهمجريها فجرت و إذا أرادوا أن تقف السفينةقالوا بسم الله مرسيها فوقفت «إِنَّرَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» هذا حكاية عماقاله نوح لقومه و وجه اتصاله بما قبله أنهلما ذكرت النجاة بالركوب في السفينة ذكرتالنعمة بالمغفرة و الرحمة لتجتلبابالطاعة كما اجتلبت النجاة بركوب السفينة«وَ هِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍكَالْجِبالِ» معناه أن السفينة كانت تجريبنوح و من معه على الماء في أمواج كالجبالفي عظمها و ارتفاعها و دل بتشبيههابالجبال على أن ذلك لم يكن موجا واحدا بلكان كثيرا و روي عن الحسن إن الماء ارتفعفوق كل شيء و فوق كل جبل ثلاثين ذراعا وقال غيره خمسة عشر ذراعا و قيل أن سفينةنوح سارت لعشر مضين من رجب فسارت ستة أشهرحتى