مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
بالحواس قالوا لما عقرت الناقة صعدفصيلها الجبل و رغا ثلاث مرات فقال صالحلكل رغوة أجل يوم فاصفرت ألوانهم أول يومثم احمرت في الغد ثم اسودت اليوم الثالثفهو قوله «ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُمَكْذُوبٍ» أي إن ما وعدتكم به من العذاب ونزوله بعد ثلاثة أيام وعد صدق لا كذب فيه و روى جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسولالله (ص) لما نزل الحجر في غزوة تبوك قامفخطب الناس و قال يا أيها الناس لا تسألوانبيكم الآيات فهؤلاء قوم صالح سألوا نبيهمأن يبعث لهم الناقة و كانت ترد من هذا الفجفتشرب ماءهم يوم ورودها و يحلبون من لبنهامثل الذي كانوا يشربون من مائها يوم غبهافعتوا عن أمر ربهم «فَقالَ تَمَتَّعُوافِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ» و كانوعدا من الله غير مكذوب ثم جاءتهم الصيحةفأهلك الله من كان في مشارق الأرض ومغاربها منهم إلا رجلا كان في حرم اللهفمنعه حرم الله من عذاب الله تعالى يقال لهأبو رغال قيل له يا رسول الله من أبو رغالقال أبو ثقيف «فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْناصالِحاً وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُبِرَحْمَةٍ مِنَّا» مر تفسيره في قصة عاد«وَ مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ» قال ابنالأنباري هذا معطوف على محذوف تقديرهنجيناهم من العذاب و «مِنْ خِزْيِيَوْمِئِذٍ» أي من الخزي الذي لزمهم ذلكاليوم و الخزي العيب الذي تظهر فضيحته ويستحي من مثله «إِنَّ رَبَّكَ هُوَالْقَوِيُّ» أي القادر على ما يشاء«الْعَزِيزُ» الذي لا يمتنع عليه شيء ولا يمنع عما أراده «وَ أَخَذَ الَّذِينَظَلَمُوا الصَّيْحَةُ» قيل إن اللهسبحانه أمر جبرائيل فصاح بهم صيحة ماتواعندها و يجوز أن يكون الله تعالى خلق تلكالصيحة التي ماتوا عندها «فَأَصْبَحُوافِي دِيارِهِمْ» أي منازلهم «جاثِمِينَ»أي ميتين واقعين على وجوههم و يقال جاثمينأي قاعدين على ركبهم و إنما قال«فَأَصْبَحُوا» لأن العذاب أخذهم عندالصباح و قيل أتتهم الصيحة ليلا فأصبحواعلى هذه الصفة و العرب تقول عند الأمرالعظيم وا سوء صباحاه «كَأَنْ لَمْيَغْنَوْا فِيها» أي كأن لم يكونوا فيمنازلهم قط لانقطاع آثارهم بالهلاك إلا مابقي من أجسادهم الدالة على الخزي الذي نزلبهم «أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوارَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ» قدسبق تفسيره.