مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
شيخا كبيرا قد ذهب بصره من الكبر فقال بأيواد أنتم قالوا بأوطاس قال نعم مجال الخيللا حزن ضرس و لا سهل دهس ما لي أسمع رغاءالبعير و نهيق الحمير و خوار البقر و ثغاءالشاة و بكاء الصبيان فقالوا إن مالك بنعوف ساق مع الناس أبناءهم و أموالهم ونساءهم ليقاتل كل منهم عن أهله و ماله فقالدريد راعي ضان و رب الكعبة ثم قال ائتونيبمالك فلما جاءه قال يا مالك إنك أصبحترئيس قومك و هذا يوم له ما بعده رد قومك إلىعليا بلادهم و ألق الرجال على متون الخيلفإنه لا ينفعك إلا رجل بسيفه و فرسه فإنكانت لك لحق بك من ورائك و إن كانت عليك لاتكون فضحت في أهلك و عيالك فقال له مالكإنك قد كبرت و ذهب علمك و عقلك و عقد رسول الله (ص) لواءه الأكبر و دفعه إلىعلي بن أبي طالب (ع) و كل من دخل مكة برايةأمره أن يحملها و خرج بعد أن قام بمكة خمسةعشر يوما و بعث إلى صفوان بن أمية فاستعارمنه مائة درع فقال صفوان عارية أم غصب فقال(ص) عارية مضمونة مؤداة فأعاره صفوان مائةدرع و خرج معه و خرج من مسلمة الفتح ألفارجل و كان (ع) دخل مكة في عشرة آلاف رجل وخرج منها في اثني عشر ألفا و بعث رسول الله(ص) رجلا من أصحابه فانتهى إلى مالك بن عوفو هو يقول لقومه ليصير كل رجل منكم أهله وماله خلف ظهر و اكسروا جفون سيوفكم وأكمنوا في شعاب هذا الوادي و في الشجر فإذاكان في غبش الصبح فاحملوا حملة رجل واحدفهدوا القوم فإن محمدا لم يلق أحدا يحسنالحرب و لما صلى رسول الله (ص) بأصحابهالغداة انحدر في وادي حنين فخرجت عليهمكتائب هوازن من كل ناحية و انهزمت بنو سليمو كانوا على المقدمة و انهزم ما وراءهم وخلى الله تعالى بينهم و بين عدوهملإعجابهم بكثرتهم و بقي علي (ع) و معهالراية يقاتلهم في نفر قليل و مرالمنهزمون برسول الله (ص) لا يلوون علىشيء و كان العباس بن عبد المطلب آخذبلجام بغلة رسول الله (ص) و الفضل عن يمينهو أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب عنيساره و نوفل بن الحرث و ربيعة بن الحرث فيتسعة من بني هاشم و عاشرهم أيمن بن أم أيمنو قتل يومئذ و في ذلك يقول العباس: نصرنا رسول الله في الحرب تسعة *** و قد فرمن قد فر عنه فأقشعوا