مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
لوط و تلك المجادلة أنه قال لهم إن كانفيها خمسون من المؤمنين أ تهلكونهم قالوالا قال فأربعون قالوا لا فما زال ينقص ويقولون لا حتى قال فواحد قالوا لا فاحتجعليهم بلوط و قال إن فيها لوطا قالوا نحنأعلم بمن فيها لننجينه و أهله عن قتادة وقيل إنه جادلهم و قال بأي شيء استحقواعذاب الاستئصال و هل ذلك واقع لا محالة أمهو تخويف ليرجعوا إلى الطاعة بأي شيءيهلكون و كيف يجيء الله المؤمنين عنالجبائي و لما سألهم مستقص سمي ذلك السؤالجدالا لأنه خرج الكشف عن شيء غامض «إِنَّإِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ» مرمعناه في سورة براءة «مُنِيبٌ» راجع إلىالله تعالى في جميع أموره متوكل عليه و فيهذا إشارة إلى أن تلك المجادلة من إبراهيم(ع) لم تكن من باب ما يكره لأنه مدحه بالحلمو بأن ذلك كان في أمر يتعلق بالرحمة و رقةالقلب و الرأفة و ذلك لأنه رأى الخلقالكثير في النار فتأوه لهم «ياإِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا» هو حكايةما قالت الملائكة لإبراهيم (ع) فإنها نادتهبأن قالت يا إبراهيم أعرض عن هذا القول وهذا الجدال في قوم لوط و انصرف عنه بالذكرو الفكر «إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُرَبِّكَ» بالعذاب فهو نازل لا محالة «وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُمَرْدُودٍ» يعني غير مدفوع عنهم أي لايقدر أحد على رده عنهم.