فلم ينهوا عنها (و الثالث) أن معناه و لايتخلف منكم أحد عن ابن عباس (و الرابع) أنهأمرهم أن لا يلتفتوا إذا سمعوا الوجبة والهدة «إِلَّا امْرَأَتَكَ» و قيل إنهاالتفتت حين سمعت الوجبة فقالت يا قوماهفأصابها حجر فقتلها و قيل إلا امرأتكمعناه لا تسر بها «إِنَّهُ مُصِيبُها ماأَصابَهُمْ» أي يصيبها من العذاب ماأصابهم أمروه أن يخلفها في المدينة «إِنَّمَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَالصُّبْحُ بِقَرِيبٍ» لما أخبر الملائكةلوطا بأنهم يهلكون قوم لوط قال لهمأهلكوهم الساعة لضيق صدورهم بهم و شدةغيظه عليهم فقالوا إن موعد إهلاكهم الصبحلم يجعل الصبح ظرفا و جعله خبر إن لأنالموعد هو الصبح و إنما قالوا له «أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ» تسلية له وقيل إنه إنما قال لهم أهلكوهم. ذلك و في هذادلالة على أن الله سبحانه إنما يهلك منيهلكه عند انقضاء مدته و إن ضاق صدر الغيربه و يجوز أن يكون قد جعل الصبح ميقاتإهلاكهم لأن النفوس فيه أودع و الناس فيهأجمع «فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا» فيه أقوال(أحدها) جاء أمرنا الملائكة بإهلاك قوم لوط(و الثاني) جاء العذاب كأنه قيل كن علىالتعظيم على طريق المجاز كما قال الشاعر:
فقالت له العينان سمعا و طاعة
و حدرناكالدر لما يثقب
و حدرناكالدر لما يثقب
و حدرناكالدر لما يثقب