أما بعد فيكون في الخير و الشر و مصدرهالبعد و بعد في الشر خاصة و مصدره البعد ومنه أبعده الله فإنه منقول من بعد لأنهدعاء عليه و قراءة السلمي متفقة الفعل معمصدره و إنما السؤال عن قراءة الجماعة ألابعدا لمدين كما بعدت ثمود و طريق ذلك أنيكون البعد بمعنى اللعنة فيكون أبعده اللهبمعنى لعنة الله و منه قوله: ذعرت به القطا و نفيت عنه *** مقام الذئبكالرجل اللعين أي المبعد فالإبعاد للشيء نقص له فقدالتقى معنى بعد معنى بعد من هنا.
اللغة
الوزن تعديل الشيء بغيره في الخفة والثقل بآلة التعديل و إذا قيل شعر موزونفمعناه معدل بالعروض و التوفيق من الصوابإلا أنه اختص بهذا الاسم ما اتفق وقوعالصواب عنده و ليس ذلك جنسا بعينه و إنماهو بحسب ما يعلم الله تعالى و إنما لم يكنالموفق للطاعة إلا الله تعالى لأن أحدا لايعلم ما يتفق عنده الطاعة من غير تعليمسواه سبحانه و الشقاق و المشاقة المباعدةبالعداوة إلى جانب المباينة و شقها والفقه فهم الكلام على ما تضمنه من المعنى وقد صار علما لضرب من علوم الدين و هو علمبمدلول الدلائل السمعية و أصول الدين علمبمدلول الدلائل العقلية و الرهط عشيرةالرجل و قومه و أصله الشد و الترهيط شدةالأكل و منه الرهطاء جحر اليربوع لشدته وتوسيعه لينجي فيه ولده و الرجم الرميبالحجارة و الأعز الأقوى الأمنع و الأعزنقيض الأذل و الظهري جعل الشيء وراءالظهر حتى ينساه و يقال لكل من لا يعبأبأمر قد جعل فلان هذا الأمر بظهر قال: تميم بن قيس لا تكونن حاجتي *** بظهر فلايعيا علي جوابها.
الإعراب
«أَوْ أَنْ نَفْعَلَ» موضع أن نصب علىمعنى أو تأمرك أن نترك أو أن نفعل فيأموالنا ما نشاء فهو معطوف على ما يعبدآباؤنا و التقدير أ صلاتك تأمرك أن نتركعبادة آبائنا أو نفعل ما نشاء في أموالنا ولا يجوز أن يكون قوله «أَنْ نَفْعَلَ»معطوفا على قوله «أَنْ نَتْرُكَ» لأنالمعنى يصير فاسدا و أو هنا بمنزلتها فيقولك جالس الحسن أو ابن سيرين و قوله إِنْيَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُأَوْلى بِهِما و لم يقل به و موضع من فيقوله «مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِوَ مَنْ هُوَ كاذِبٌ» له