ثم أخبر سبحانه عن اليوم المشهود و هو يومالقيامة فقال «وَ ما نُؤَخِّرُهُ» أي و مانؤخر هذا اليوم «إِلَّا لِأَجَلٍمَعْدُودٍ» و هو أجل قد عده الله تعالىلعلمه أن صلاح الخلق في إدامة التكليفعليهم إلى ذلك الوقت و فيه إشارة إلى قربهلأن ما يدخل تحت العد فكان قد نفد و إنماقال لأجل و لم يقل إلى أجل لأن اللام يدلعلى الغرض و أن الحكمة اقتضت تأخيره و إلىلا يدل على ذلك «يَوْمَ يَأْتِ» أي حينيأتي القيامة و الجزاء «لا تَكَلَّمُنَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ» أي لا يتكلمأحد فيه إلا بإذن الله تعالى و أمره ومعناه أنه لا يتكلم فيه إلا بالكلام الحسنالمأذون فيه لأن الخلق ملجئون هناك إلىترك القبائح فلا يقع منهم فعل القبيح و أماما هو غير قبيح فإنه مأذون فيه عن الجبائيو الأظهر أن يقال معناه أنه لا يتكلم أحدفي الآخرة بكلام نافع من شفاعة و وسيلة إلابإذنه فإن قيل كيف يجمع بين هذه الآية وبين قوله «هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ» وقوله «فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْذَنْبِهِ إِنْسٌ