مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
و يلي هذا الوجه في البيان قول من خفف إن ونصب كلا و خفف لما قال سيبويه حدثنا من نثقبه أنه سمع من العرب من يقول أن عمرالمنطلق قال و أهل المدينة يقرءون و إن كلالما جميع لدينا محضرون يخففون و ينصبونكما قالوا: " كأن ثدييه حقان" و وجه النصب بها مع التخفيف من القياس أنإن مشبهة في نصبها بالفعل و الفعل يعملمحذوفا كما يعلم غير محذوف و ذلك في نحو لميك زيد منطلقا «فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ» وكذلك لا أدر فأما من خفف أن و نصب كلا و ثقللما فقراءته مشكلة و ذلك أن إن إذا نصب بهاو إن كانت مخففة كانت بمنزلتها مثقلة و لماإذا شددت كانت بمنزلة إلا و كذلك قراءة منشدد لما و ثقل أن مشكلة و ذلك أن إن إذاثقلت و إذا خففت و نصب بها فهي في معنىالثقيلة فكما لا يحسن تثقيل إن زيدا إلامنطلق كذلك لا يحسن تثقيل إن و تثقيل لمافأما مجيء لما في قولهم نشدتك الله لمافعلت و إلا فعلت فقال الخليل الوجه لتفعلنكما تقول أقسمت عليك لتفعلن و أما دخول إلاو لما فلأن المعنى الطلب فكأنه أراد ماأسألك إلا فعل كذا و لم يذكر حرف النفي فياللفظ و إن كان مرادا كما جاء في قولهم شرأهر ذا ناب أي ما أهره إلا شر و ليس فيالآية معنى نفي و لا طلب فإن قال قائل لمنما فأدغم النون في الميم بعد ما قبلها ميمافإن ذلك لا يسوغ أ لا ترى أن الحرف المدغمإذا كان قبله ساكن نحو قوم مالك لم يقوالإدغام فيه على أن يحرك الساكن الذي قبلالحرف المدغم فإذا لم يجز ذلك فيه و كانالتغيير أسهل من الحذف فإن لا يجوز الحذفالذي هو أذهب في باب التغيير من تحركالساكن أجدر على أن في هذه السورة ميماتاجتمعت في الإدغام أكثر مما كان يجتمع فيلمن ما و لم يحذف منها شيء و ذلك قولهعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ فإذا لميحذف شيء من هذا فإن لا يحذف ثم أجدر و قدروي أنه قد قرأ و إن كلا لما منونا كما قالوَ تَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّافوصف بالمصدر فإن قال أن لما فيمن ثقل إنماهو لما هذه وقف عليها بالألف ثم أجري فيالوصل مجرى الوقف فذلك مما يجوز في الشعر ووجه الإشكال فيه أبين من هذا الوجه و قدحكى عن الكسائي أنه قال لا أعرف وجهالتثقيل في لما و لم يبعد فيما قال و لو خففمخفف أن و رفع كلا بعدها لجاز تثقيل لما معذلك على أن يكون المعنى ما كل إلا ليوفينهمفيكون ذلك كقوله وَ إِنْ كُلُّ ذلِكَلَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا ولكان ذلك أبين من النصب في كل و التثقيلللما و ينبغي أن يقدر المضاف إليه كل نكرةليحسن وصفه بالنكرة و لا يقدر إضافته إلىمعرفة فيمتنع أن يكون لما وصفا له و لايجوز أن يكون حالا لأنه لا شيء في الكلامعاملا في الحال هذا كله كلام