المرية بكسر الميم و ضمها الشك مع ظهورالدلالة للتهمة و هي مأخوذة من مري ضرعالناقة ليدر بعد دروره و النصيب الحظ و هوالقسم المجعول له و منه أنصباء الورثة والاختلاف ذهاب كل واحد إلى جهة غير جهةالآخر و هو على وجهين اختلاف النقيضين وهذا لا يجوز أن يصحا معا فإن أحدهما مبطللصاحبه و الآخر اختلاف الجنسين كاختلافالمجتهدين في جهة القبلة فهذا يجوز أنيصحا معا و الاستقامة الاستمرار في جهةواحدة و أن لا يعدل يمينا و شمالا والطغيان تجاوز المقدار في الفساد.
الإعراب
«وَ مَنْ تابَ» موصول و صلة في موضع رفعبالعطف على الضمير المستكن في استقم ويجوز أن يكون معطوفا على التاء من أمرت ويكون التقدير في الأول استقم أنت و من تابمعك و في الثاني كما أمرت أنت و من تاب معكو يجوز أن يكون من تاب منصوب الموضع بكونهمفعولا معه.
المعنى
«فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ» أي في شك«مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ» من دون اللهتعالى أنه باطل و أنهم يصيرون بعبادتهمإلى عذاب النار «ما يَعْبُدُونَ إِلَّاكَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ»يعني ما يعبدون غير الله تعالى إلا على جهةالتقليد كما كان آباؤهم كذلك «وَ إِنَّالَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ» أي إنالمعطوهم جزاء أعمالهم و عقاب أعمالهموافيا «غَيْرَ مَنْقُوصٍ» عن مقدار مااستحقوه آيسهم سبحانه بهذا القول عن العفوو قيل معناه أنا نعطيهم ما يستحقونه منالعقاب بعد أن نوفيهم ما حكمنا لهم به منالخير في الدنيا عن ابن زيد «وَ لَقَدْآتَيْنا» أي أعطينا «مُوسَى الْكِتابَ»يعني التوراة «فَاخْتُلِفَ فِيهِ» يريدأن قومه اختلفوا فيه أي في صحة الكتاب الذيأنزل عليه و أراد بذلك تسلية النبي (ص) عنتكذيب قومه إياه و جحدهم للقرآن المنزلعليه فبين أن قوم موسى كذلك فعلوا بموسىفلا تحزن لذلك و لا تغتم له «وَ لَوْ لاكَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ» أي لو لاخبر الله السابق بأنه يؤخر الجزاء إلى يومالقيامة لما علم في ذلك من المصلحة«لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ» أي لعجل الثواب والعقاب لأهله و قيل معناه لفصل الأمر علىالتمام بين المؤمنين و الكافرين بنجاةهؤلاء و هلاك أولئك «وَ إِنَّهُمْ لَفِيشَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ» يعني إن الكافرينلفي شك من وعد الله و وعيده مريب و الريبأقوى الشك و قيل معناه إن قوم موسى لفي شكمن نبوته «وَ إِنَّ كُلًّا» من الجاحدين والمخالفين و قيل إن كلا من الفريقينالمصدق و المكذب جميعا «لَمَّالَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَأَعْمالَهُمْ» أي يعطيهم ربك جزاءأعمالهم وافيا تاما إن خيرا فخير و إن شرافشر «إِنَّهُ بِما