مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
الكلمة على غير معنى اللهو و لكن على معنىالنيل من الشيء كقولهم في المثل الصيد والرتعة و كان على هذا النيل و التناول ممايحتاج إليه الحيوان و قد قال الأعشى: (صدر النهار يراعي ثيرة رتعا) و على هذا القول قالوا رأيت مرتع إبلكلمرادها الذي فيه فهذا لا يكون على اللهولأنه جمع ثور راتع أو رتوع فأما من قرأنرتع و نلعب بالنون فيكون نرتع على يرتعإبلنا أو على أننا ننال مما يحتاج إليه وينال معنا و أما نلعب فحكي أن أبا عمرو قيلله كيف يقولون نلعب و هم أنبياء فقال لميكونوا يومئذ أنبياء فلو صحت هذه الحكايةعنه و صح عنده هذا التاريخ و إلا فقد قالالشاعر: جدت جداد بلاعب و تقشعت *** غمرات قالت ليتهحيران فكان اللاعب هاهنا الذي لم يتشمر في أهلهفدخله بعض الهوينا فهذا أسهل من الوجهالذي قوبل به الحق و قد روي عن النبي (ص) أنه قال لجابر فهلابكرا تلاعبها و تلاعبك فهذا كأنه يتشاغل بمباح و تنفس و جمام منالجد و قد روي عن بعض السلف أنه كان إذاأكثر النظر في مسائل الفقه قال احمضوافليس هذا اللعب كاللعب في قوله «وَ لَئِنْسَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّماكُنَّا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ» و أما من قرأبالياء فيهما فإن كان يرتع من اللهو كمافسره أبو عبيدة فلا يمتنع أن يخبر به عنيوسف لصغره كما لا يمتنع أن ينسب إليهاللعب لذلك و إن كان يرتع من النيل منالشيء فذلك لا يمتنع عليه أيضا فوجههمابين و هذا أبين من قول من قال و نلعب بالنونلأنهم سألوا إرساله ليتنفس بلعبه و لميسألوا إرساله ليلعبوا هم و أما من قرأ «ويلعب» بالرفع فإنه جعله استئنافا أي هوممن يلعب كقولك زرني أحسن إليك أي أنا ممنيحسن إليك و أما من قرأ و «يرتع» فمعناهيرتع إبله فحذف المفعول كما قال الحطيئة: منعمة تصون إليك منها *** كصونك من رداءشرعبي أي تصون الحديث و قال الشنفري: كان لها في الأرض نسيا تقصه *** على أمها وإن تكلمك تبلت أي تقطع حديثها خفرا و حياء.المعنى
ثم بين سبحانه أنهم عند اتفاق آرائهم فيماتأمروا فيه من أمر يوسف كيف