مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
سألوا أباهم ف «قالُوا يا أَبانا ما لَكَلا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ» أي ما لك لاتثق بنا و لا تعتمدنا في أمر يوسف «وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ» أي مخلصون فيإرادة الخير به و في هذا دلالة على أنه (ع)كان يأبى عليهم أن يرسله معهم «أَرْسِلْهُمَعَنا غَداً» أي إلى الصحراء نرتع و نلعبالجزم على جواب الأمر و المعنى أن ترسلهمعنا نرتع و نلعب أي نذهب و نجيء و ننشط ونلهو عن الكلبي و الضحاك و قيل نتحافظفيحفظ بعضنا بعضنا و نلهو عن مجاهد و قيلنرعى و نتصرف و الرتع هو التردد يمينا وشمالا عن ابن زيد و أرادوا به اللعب المباحمثل الرمي و الاستباق بالأقدام و قد روي أن كل لعب حرام إلا ثلاثة لعب الرجلبقوسه و فرسه و أهله «وَ إِنَّا لَهُ» أي ليوسف «لَحافِظُونَ»أي نحفظه لنرده إليك و قيل نحفظه في حاللعبة و قال مقاتل هاهنا تقديم و تأخير وذلك إن إخوة يوسف قالوا له أرسله فقالأبوهم «إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْتَذْهَبُوا بِهِ» الآية فحينئذ قالوا «ياأَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلىيُوسُفَ وَ إِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ» وإذا صح الكلام من غير تقديم و تأخير فلامعنى لحمله عليه قال الحسن جعل يوسف فيالجب و هو ابن سبع عشرة سنة و كان في البلادإلى أن وصل إليه أبوه ثمانين سنة و لبث بعدالاجتماع ثلاثا و عشرين سنة و مات و هو ابنمائة و عشرين سنة و قيل أنه كان ليوسف يومألقي في الجب عشر سنين و قيل كان له اثنتاعشرة سنة و قيل كان ابن سبع سنين أو تسع وجمع بينه و بين أبيه و هو ابن أربعين سنة عنابن عباس و غيره و في الآيات دلالة علىظهور حسدهم ليوسف لأنه كان يحرسه منهم ويمنعه عن الخروج معهم و لا يأمنهم عليه.