مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
«أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَ أَنْتُمْعَنْهُ غافِلُونَ» فهذه جملة في موضعالحال و تقديره أخاف أن يأكله الذئب في حالكونكم ساهين عنه مشغولين ببعض أشغالكمقالوا و كانت أرضهم مذأبة و كانت الذئابضارية في ذلك الوقت و قيل أن يعقوب رأى فيمنامه كان يوسف قد شد عليه عشرة أذؤبليقتلوه و إذا ذئب منها يحمي عنه فكأنالأرض انشقت فدخل فيها يوسف فلم يخرج منهاإلا بعد ثلاثة أيام فمن ثم قال فلقنهمالعلة و كانوا لا يدرون و روي عن النبي (ص) أنه قال لا تلقنوا الكذبفيكذبوا فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئبيأكل الإنسان حتى لقنهم أبوهم و هذا يدل على أن الخصم لا ينبغي أن يلقنحجة و قيل أنه خاف عليه أن يقتلوه فكنىعنهم بالذئب مسايرة لهم قال ابن عباسسماهم ذئابا «قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُالذِّئْبُ وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ» أي جماعةمتعاضدون متناصرون نرى الذئب قد قصده و لانمنعه منه «إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ» أينكون كالذين تذهب عنه رءوس أموالهم علىرغم منهم و قيل معناه إنا إذا عجزة ضعفةقال الحسن و الله لقد كانوا أخوف عليه منالذئب و قيل معناه إنا إذا لمضيعون بلغةقيس عيلان عن المؤرج و هاهنا حذف و التقديرأنه أرسله معهم إجابة لما سألوه ليؤدي ذلكإلى الألفة و المحبة «فَلَمَّا ذَهَبُوابِهِ وَ أَجْمَعُوا» أي عزموا جميعا «أَنْيَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ» أيقعر البئر و اتفقت دواعيهم عليه فإن مندعاه داع واحد إلى الشيء لا يقال فيه أنهأجمع عليه فكأنه مأخوذ من اجتماع الدواعيو يدل الألف و اللام على أنه كان بئرامعروفة معهودة عندهم تجيئها السيارة و قيلأنهم طلبوا بئرا قليلة الماء تغيبه و لاتغرقه فجعلوه فيها و قيل بل جعلوه في جانبمنها و قيل أن يعقوب أرسله معهم فأخرجوهمكرما فلما وصلوا إلى الصحراء أظهروا لهالعداوة و جعلوا يضربونه و هو يستغيثبواحد واحد منهم فلا يغيثه و كان يقول ياأبتاه فهموا بقتله فمنعهم يهوذا منه و قيل منعهم لاوي رواه بعض أصحابنا عنهم (ع) فانطلقوا به إلى الجب فجعلوا يدلونه فيالبئر و هو يتعلق بشفير البئر ثم نزعواقميصه عنه و هو يقول لا تفعلوا ردوا عليالقميص أتوارى به فيقولون ادع الشمس والقمر و الأحد عشر كوكبا يؤنسنك فدلوه فيالبئر حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أنيموت و كان في البئر ماء فسقط فيه ثم آوىإلى صخرة فقام عليها و كان يهوذا يأتيهبالطعام عن السدي و قيل إن الجب أضاء له وعذب ماؤه حتى أغناه عن الطعام و الشراب وقيل كان الماء كدرا فصفا و عذب و وكل اللهبه ملكا يحرسه و يطعمه عن مقاتل و قيل إنجبرائيل كان يؤنسه و قيل إن الله تعالى أمربصخرة حتى ارتفعت من أسفل البئر فوقف يوسفعليها و هو عريان و كان إبراهيم الخليل (ع) حين ألقي في النارجرد من ثيابه و قذف في النار عريانا فأتاهجبرائيل (ع) بقميص من حرير الجنة فألبسهإياه و كان ذلك عند إبراهيم (ع) فلما ماتورثه إسحاق فلما