الحبر العالم الذي صنعته تحبير المعانيبحسن البيان عنها و هو الحبر و الحبر بفتحالحاء و كسرها و الرهبان جمع الراهب و هوالخاشي الذي يظهر عليه لباس الخشية و قدكثر استعماله على متنسكي النصارى.
المعنى
ثم حكى الله سبحانه عن اليهود و النصارىأقوالهم الشنيعة فقال «وَ قالَتِالْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ» وقال ابن عباس القائل لذلك جماعة منهمجاءوا إلى النبي (ص) منهم سلام بن مشكم ونعمان بن أوفى و شاس بن قيس و مالك بن الضيففقالوا ذلك قيل و إنما قال ذلك جماعة منهممن قبل و قد انقرضوا و إن عزيرا أملىالتوراة من ظهر قلبه و قد علمه جبرائيل (ع)فقالوا أنه ابن الله إلا أن الله تعالىأضاف ذلك إلى جميعهم و إن كانوا لا يقولونذلك اليوم كما يقال إن الخوارج يقولونبتعذيب أطفال المشركين و إنما يقولهالأزارقة منهم خاصة و يدل على أن هذا مذهباليهود أنهم لم ينكروا ذلك لما سمعوا هذهالآية مع شدة حرصهم على تكذيب الرسول (ص)«وَ قالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُاللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْبِأَفْواهِهِمْ» معناه أنهم اخترعوا ذلكالقول بأفواههم لم يأتهم به كتاب و لا رسولو ليس عليه حجة و لا برهان و لا له صحة و قيلإنه لم يذكر القول مقرونا بالأفواه إلاإذا كان ذلك القول زورا كقوله يَقُولُونَبِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِيقُلُوبِهِمْ «يُضاهِؤُنَ» يشابهون عن ابنعباس و قيل يوافقون عن الحسن «قَوْلَالَّذِينَ كَفَرُوا» يعني عباد الأوثانفي عبادتهم اللات و العزى و مناة الثالثةالأخرى عن ابن عباس و مجاهد و الفراء و قيلفي عبادتهم الملائكة و قولهم إنهم بناتالله «مِنْ قَبْلُ» أي ضاهت النصارى قولاليهود من قبل فقالت النصارى المسيح ابنالله كما قالت اليهود عزير ابن الله عنقتادة و السدي و قيل شبه كفرهم بكفر الذينمضوا من الأمم