مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
صاحب طعامه فنمي إليه أن صاحب طعامه يريدأن يسمه و ظن أن الآخر ساعده على ذلك ومالأه عليه عن قتادة و السدي «قالَأَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُخَمْراً» هو من رؤيا المنام كان يوسف (ع)لما دخل السجن قال لأهله إني أعبر الرؤيافقال أحد العبدين لصاحبه هلم فلنجربهفسألاه من غير أن يكونا رأيا شيئا عن ابنمسعود و قيل بل رؤياهما على صحة و حقيقة ولكنهما كذبا في الإنكار عن مجاهد والجبائي و قيل إن المصلوب منهما كان كاذبا و الآخرصادقا عن أبي مجلز و رواه علي بن إبراهيمأيضا في تفسيره عنهم (ع) و المعنى قال أحدهما و هو الساقي رأيت أصلحبلة عليها ثلاثة عناقيد من عنب فجنيتها وعصرتها في كأس الملك و سقيته إياها وتقديره أعصر عنب خمر أي العنب الذي يكونعصيره خمرا فحذف المضاف قال الزجاج و ابنالأنباري العرب تسمي الشيء باسم ما يؤولإليه إذا وضح المعنى و لم يلتبس يقولونفلان يطبخ الآجر و يطبخ الدبس و إنما يطبخاللبن و العصير و قال قوم إن بعض العربيسمون العنب خمرا حكى الأصمعي عن المعتمربن سليمان أنه لقي أعرابيا معه عنب فقال لهما معك قال خمر و هو قول الضحاك فيكونمعناه أني أعصر عنبا و روي في قراءة عبدالله و أبي جميعا إني رأيتني أعصر عنبا «وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُفَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُالطَّيْرُ مِنْهُ» معناه و قال صاحبالطعام إني رأيت كان فوق رأسي ثلاث سلالفيها الخبز و ألوان الأطعمة و سباع الطيرتنهش منه «نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ» أيأخبرنا بتعبيره و ما يؤول إليه أمره«إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» أيتؤثر الإحسان و الأفعال الجميلة قالالضحاك كان إذا ضاق على رجل مكانه وسع له و إناحتاج جمع له و إن مرض قام عليه و هو المرويعن أبي عبد الله (ع) و قال الزجاج جاء في التفسير أنه كان يعينالمظلوم و ينصر الضعيف و يعود العليل قال وقيل «مِنَ الْمُحْسِنِينَ» أي ممن يحسنتأويل الرؤيا قال و هذا دليل على أن أمرالرؤيا صحيح و أنها لم تزل في الأممالسالفة و في الحديث أن الرؤيا جزء من ستة و أربعينجزءا من النبوة و تأويله أن الأنبياء يخبرون بما سيكون والرؤيا تدل على ما سيكون فيكون المعنى فيالآية إنا نعلمك أو نظنك ممن يعرف تعبيرالرؤيا و من ذلك قول أمير المؤمنين (ع) قيمة كل امرئ مايحسنه و قال أبو مسلم نراك من المحسنين إلينا إنفسرت لنا الرؤيا و هو قول ابن أبي إسحاق ثمذكر لهما يوسف (ع) ما يدل على أنه عالمبتفسير الرؤيا «قالَ لا يَأْتِيكُماطَعامٌ تُرْزَقانِهِ» في منامكما «إِلَّانَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ» في اليقظة«قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما» التأويل وذلك أنه كره أن يخبرهما بالتأويل لما علىأحدهما فيه من البلاء فأعرض عن سؤالهما وأخذ في غيره عن السدي و ابن إسحاق و قيل إنهإنما قدم هذا ليعلما ما خصه الله تعالى بهمن النبوة و ليقبلا عنه فقال لا يأتيكماطعام من منزلكما إلا أخبرتكما بصفة ذلكالطعام و كيفيته قبل أن يأتيكما كما