مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
قال عيسى بن مريم (ع) وَ أُنَبِّئُكُمْبِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فِيبُيُوتِكُمْ عن الحسن و الجبائي «ذلِكُمامِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي» كأنهما قالاله كيف عرفت تأويل الرؤيا و لست بكاهن و لاعراف فأخبرهما أنه رسول الله و أنه تعالىعلمه ذلك و تعليمه تعالى قد يكون بأن يفعلالعلم في قلبه و قد يكون بالوحي و قد يكونبنصب الأدلة التي يدرك بها العلم «إِنِّيتَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَبِاللَّهِ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْكافِرُونَ» معناه أنه لا يستحق هذه الرتبةالخطيرة إلا المؤمنون المخلصون و إني تركتطريقة قوم لا يؤمنون فلذلك خصني الله بهذهالكرامة «وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي»أي شريعة آبائي «إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَوَ يَعْقُوبَ ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَبِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ» أي لا ينبغي لناو نحن معدن النبوة و أهل بيت الرسالة أنندين بغير التوحيد «ذلِكَ» أي التمسكبالتوحيد و البراءة من الشرك و قيل النبوةو العلم «مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنا»بأن خصنا بها «وَ عَلَى النَّاسِ» أيضابإرسالنا إليهم و اتباعهم إيانا واهتدائهم بنا «وَ لكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لا يَشْكُرُونَ» نعم الله تعالىو قد كان يوسف (ع) فيما بينهم زمانا و لم يحكالله سبحانه أنه دعا إلى الدين و كانوايعبدون الأصنام لأنه لم يطمع منهم فيالاستماع و القبول فلما رآهم عارفينبإحسانه مقبلين عليه رجا منهم القبول منهفدعاهم إلى التوحيد على ما أمر اللهسبحانه له في قوله ادْعُ إِلى سَبِيلِرَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِالْحَسَنَةِ و قد روي أن صاحبي السجن قالاله لقد أحببناك حين رأيناك فقال لا تحبانيفو الله ما أحبني أحد إلا دخل علي من حبهبلاء أحبتني عمتي فنسبت إلى السرقة وأحبني أبي فألقيت في الجب و أحبتني امرأةالعزيز فألقيت في السجن.