مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
بأبينا لكرمنا عليك فإنه نبي الله و ابنأنبيائه و إنه لمحزون قال و ما الذي أحزنهفلعل حزنه إنما كان من قبل سفهكم و جهلكمقالوا يا أيها الملك لسنا بسفهاء و لا جهالو لا أتاه الحزن من قبلنا و لكنه كان له ابنكان أصغرنا سنا و أنه خرج يوما معنا إلىالصيد فأكله الذئب فلم يزل بعده حزيناكئيبا باكيا فقال لهم يوسف كلكم من أب و أمقالوا أبونا واحد و أمهاتنا شتى قال فماحمل أباكم على أن سرحكم كلكم ألا حبس واحدامنكم يستأنس به قالوا قد فعل حبس منا واحداو هو أصغرنا سنا لأنه أخو الذي هلك من أمهفأبونا يتسلى به قال فمن يعلم أن الذيتقولونه حق قالوا يا أيها الملك إنا ببلادلا يعرفنا أحد فقال يوسف فائتوني بأخيكمالذي من أبيكم إن كنتم صادقين و أنا أرضىبذلك قالوا إن أبانا يحزن على فراقه وسنراوده عنه قال فدعوا عندي رهينة حتىتأتوني بأخيكم فاقترعوا بينهم فأصابتالقرعة شمعون و قيل أن يوسف اختار شمعونلأنه كان أحسنهم رأيا فيه فخلفوه عندهفذلك قوله «وَ لَمَّا جَهَّزَهُمْبِجَهازِهِمْ» يعني حمل لكل رجل منهمبعيرا بعدتهم «قالَ ائْتُونِي بِأَخٍلَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ» يعني ابن يامين«أَ لا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِيالْكَيْلَ» أي لا أبخس الناس شيئا و أتملهم كيلهم «وَ أَنَا خَيْرُالْمُنْزِلِينَ» أي المضيفين مأخوذ منالنزل و هو الطعام و قيل خير المنزلينللأمور منازلها فتدخل فيه الضيافة و غيرهامأخوذ من المنزل و هو الدار «فَإِنْ لَمْتَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْعِنْدِي» أي ليس لكم عندي طعام أكيلهعليكم و المراد بالكيل المكيل «وَ لاتَقْرَبُونِ» أي و لا تقربوا داري و بلاديخلط (ع) الوعد بالوعيد «قالُوا سَنُراوِدُعَنْهُ أَباهُ» أي نطلبه و نسأله أن يرسلهمعنا قال ابن عباس معناه نستخدعه عنه حتىيخرجه معنا «وَ إِنَّا لَفاعِلُونَ» ماأمرتنا به قال و كان يوسف أمر ترجمانا يعرفالعبرانية أن يكلمهم و كان لا يكلمهمبنفسه ليشبه عليه فإنهم لو عرفوه ربماكانوا يهيمون في الأرض حياء من أبيهمفيتركون خدمته و كان في معرفتهم إياهمفسدة «وَ قالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوابِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ» أي قاليوسف لعبيدة و غلمانه الذين يكيلون الطعامعن قتادة و غيره و قيل لأعوانه اجعلوا ثمنطعامهم و ما كانوا جاءوا به في أوعيتهم وقيل كانت بضاعتهم النعال و الأدم و قيلكانت الورق عن قتادة «لَعَلَّهُمْيَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلىأَهْلِهِمْ» أي لعلهم يعرفون متاعهم إذارجعوا إلى أهلهم «لَعَلَّهُمْيَرْجِعُونَ» بعد ذلك لطلب الميرة مرةأخرى و إنما فعل ذلك ليعرفوا أن يوسف إنمافعل ذلك إكراما لهم ليرجعوا إليه و قيل أنهخاف أن لا يكون عندهم من الورق ما يرجعونبه مرة أخرى عن الكلبي و قيل أنه رأى لؤماأخذ ثمن الطعام من أبيه و إخوته مع حاجتهمإليه فرده عليهم من حيث لا يعلمون تفضلا وكرما و قيل فعل ذلك لأنه علم أن ديانتهم وأمانتهم تحملهم على رد بضاعتهم إذا وجدوهافي رحالهم و لا يعرفون أن الملك أمر