يطلعه على أنه أخوه و لكنه أراد أن يطيبنفسه «فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوايَعْمَلُونَ» أي فلا تسكن و لا تحزن لشيءسلف من إخوتك إليك عن وهب و السدي«فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ» أيفلما أعطاهم ما جاءوا لطلبه من الميرة وكال لهم الطعام الذي جاءوا لأجله و جعل لكلمنهم حمل بعير و يسمى حمل التاجر جهازا«جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ»معناه أمر حتى جعل الصاع في متاع أخيه وإنما أضاف الله تعالى ذلك إليه لوقوعهبأمره و قيل إن السقاية هي المشربة التيكان يشرب منها الملك ثم جعل صاعا في السنينالشداد القحاط يكال به الطعام و
قيل كان من ذهب عن ابن زيد و روي ذلك عن أبيعبد الله (ع)
و قيل كان من فضة و ذهب عن ابن عباس و الحسنو قيل كان من فضة مرصعة بالجواهر عن عكرمةثم ارتحلوا و انطلقوا «ثُمَّ أَذَّنَمُؤَذِّنٌ» أي نادى مناد مسمعا معلما«أَيَّتُهَا الْعِيرُ» أي القافلة والتقدير يا أهل العير و قيل كانت القافلةمن الحمير عن مجاهد «إِنَّكُمْلَسارِقُونَ» قيل إنما قال ذلك بعض من فقدالصاع من قوم يوسف من غير أمره و لم يعلمبما أمر به يوسف من جعل الصاع في رحالهم عنالجبائي و قيل إن يوسف أمر المنادي بأنينادي به و لم يرد به سرقة الصاع و إنما عنىبه إنكم سرقتم يوسف عن أبيه و ألقيتموه فيالجب عن أبي مسلم و قيل إن الكلام يجوز أنيكون خارجا مخرج الاستفهام كأنه قال أإنكم لسارقون فأسقط همزة الاستفهام كما فيقول الشاعر:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط
غلس الظلام منالرباب خيالا.
غلس الظلام منالرباب خيالا.
غلس الظلام منالرباب خيالا.
و يؤيده ما
روى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (ع) أنهقال ما سرقوا و لا كذب
و متى قيل كيف جاز ليوسف (ع) أن يحزن والدهو إخوته بهذا الصنيع و يجعلهم متهمينبالسرقة فالجواب إن الغرض فيه التسبب إلىاحتباس أخيه عنده و يجوز أن يكون ذلك بأمرالله تعالى و روي أنه أعلم أخاه بذلكليجعله طريقا إلى التمسك به و إذا كانإدخال هذا الحزن سببا مؤديا إلى إزالةغموم كثيرة عن الجميع و لا شك أنه يتعلق بهالمصلحة فقد ثبت جوازه فأما التعريضللتهمة بالسرقة فغير صحيح لأن وجودالسقاية في رحله يحتمل أمورا كثيرة غيرالسرقة فعلى هذا من حمله على السرقة مععلمه بأنهم أولاد الأنبياء توجهت اللائمةعليه «قالُوا» أي قال أصحاب العير «وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ» أي على أصحابيوسف «ما ذا تَفْقِدُونَ» أي ما الذيفقدتموه من متاعكم «قالُوا نَفْقِدُصُواعَ الْمَلِكِ» أي صاعه