مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
و سقايته «وَ لِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُبَعِيرٍ» أي و قال المنادي من جاء بالصاعفله حمل بعير من الطعام «وَ أَنَا بِهِزَعِيمٌ» أي كفيل ضامن «قالُوا» أي قالإخوة يوسف «تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ»أيها القوم «ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِيالْأَرْضِ وَ ما كُنَّا سارِقِينَ» قط وإنما أضافوا العلم إليهم بذلك مع أنهم لميعلموه لأن معنى هذا القول إنكم قد ظهر لكممن حسن سيرتنا و معاملتنا معكم مرة بعدأخرى ما تعلمون به أنه ليس من شأننا السرقةو قيل إنهم قالوا ذلك لأنهم ردوا البضاعةالتي وجدوها في رحالهم مخافة أن يكون قدوضع ذلك بغير إذن يوسف أي فإذا كنا تحرجناعن هذا فقد علمتم أنا لا نسرق لأن من رد ماوجد لا يكون سارقا عن الكلبي و قيل إنهملما دخلوا مصر وجدوهم قد شدوا أفواهدوابهم كي لا تتناول الحرث و الزرع و فيهذا دلالة على أن ما فعله إخوة يوسف بهإنما كان في حال الصغر و عدم كمال العقللنفيهم عن أنفسهم الفساد الذي هو ضدالصلاح «قالُوا فَما جَزاؤُهُ» أي قالالذين نادوهم فما جزاء السرق «إِنْكُنْتُمْ كاذِبِينَ» في قولكم إنا لم نسرقو ظهرت السرقة و قيل معناه فما جزاء من سرق«قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِيرَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ» أي قال إخوةيوسف جزاء السرق السارق و هو الإنسان الذيوجد المسروق في رحله و قد بينا تقديره فيماقبل و معناه إن السنة في بني إسرائيل و عندالملك كان استرقاق السارق عن الحسن والسدي و ابن إسحاق و الجبائي و كان يسترقسنة و قيل كان حكم السارق في آل يعقوب أنيستخدم و يسترق على قدر سرقته و في دينالملك الضرب و الضمان عن الضحاك و قيل إنيوسف سألهم ما جزاء السارق عندكم فقالواأن يؤخذ بسرقته «كَذلِكَ نَجْزِيالظَّالِمِينَ» أي مثل ما ذكرنا من الجزاءنجزي السارقين يعني إذا سرق و استرق و قيلإن ذلك جواب يوسف (ع) لقول إخوته إن جزاءالسارق استرقاقه «فَبَدَأَبِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِأَخِيهِ» أي بدأ يوسف في التفتيش بأوعيتهملإزالة التهمة «ثُمَّ اسْتَخْرَجَها»يعني السقاية «مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ» وإنما بدأ بأوعيتهم لأنه لو بدأ بوعاء أخيهلعلموا أنه هو الذي جعلها فيه و إنما قالاستخرجها لأنه أراد به السقاية و حيث قالوَ لِمَنْ جاءَ بِهِ أراد به الصاع و قيلإن الصاع يذكر و يؤنث قالوا فأقبلوا علىابن يامين و قالوا له فضحتنا و سودت وجوهنامتى أخذت هذا الصاع فقال وضع هذا الصاع فيرحلي الذي وضع الدراهم في رحالكم «كَذلِكَكِدْنا لِيُوسُفَ» أي مثل ذلك الكيد أمرنايوسف ليكيد بما يتهيأ له أن يحبس أخاهليكون ذلك سببا لوصول خبره إلى أبيه أيألهمنا يوسف هذا الكيد و الحيلة فجازيناهمعلى كيدهم بيوسف أي كما فعلوا في الابتداءفعلنا بهم و قيل إن معنى كدنا صنعنا ليوسفعن ابن عباس و قيل ألهمنا عن الربيع و قيلدبرنا ليوسف بدلالة قوله «وَ فَوْقَ كُلِّذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ» على أنه سبحانه علممن صلاح