مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
هذا التدبير ما لم يعلمه غيره عن القتيبي«ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِالْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ»أي ما كان يمكنه أن يأخذ أخاه في حكم الملكو قضائه و أن يحبسه إذ لم يكن ذلك من حكمملك مصر و أهله عن قتادة و قيل في دين الملكفي سلطانه عن ابن عباس و قيل في عادته فيجزاء من سرق أن يستعبد و قيل إنه كان عادلاو لو لا هذه الحيلة لما كان يمكنه من أخذأخيه إلا أن يشاء الله أن يجعل ليوسف عذرافيما فعل و قيل إلا أن يشاء الله أن يأمرهبذلك لأنه كان لا يمكنه أن يقول هذا أخي وكان لا يمكنه حبسه من غير حيلة لأنه كانيكون فعله ظلما و كان من سنة آل يعقوب أنيسترق و في حكم الملك و أهل مصر أن يضرب ويعزم و حبسه يوسف على قولهم و التزم حكمهمالذي جرى على لسانهم مبالغة في نفي السرقةعن أنفسهم و كان ذلك مراده و قد شاء اللهلأنه بأمره عن الحسن و إنما سماه كيدا لأنهلو لا هذا السبب لم يتهيأ له أخذه و الكيدما يفعله فاعله ليوصل به إلى غيره ضررا منحيث لا يعلمه أو لينال منه شيئا من غير أنيعلمه «نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ»بالعلم و النبوة كما رفعنا درجة يوسف علىإخوته و قيل بالتقوى و التوفيق و العصمة والألطاف الجميلة «وَ فَوْقَ كُلِّ ذِيعِلْمٍ عَلِيمٌ» يعني أن كل عالم فإن فوقهعالما أعلم منه حتى ينتهي إلى الله تعالىالعالم بجميع المعلومات لذاته فيقف عليه ولا يتعداه و في هذا دلالة على بطلان قول منيقول إن الله سبحانه عالم بعلم قديم لأنهلو كان كذلك لكان فوقه عليم على ما يقتضيهالظاهر.