مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
فتمنى الموت و دعا به و لم يتمن ذلك نبيقبله و لا بعده تمنى أحد فقال «رَبِّ قَدْآتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ» أي أعطيتنيملك النبوة و ملك مصر «وَ عَلَّمْتَنِيمِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ» أي تأويلالرؤيا «فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» أي خالق السماوات و الأرض ومنشئهما لا على مثال سبق «أَنْتَوَلِيِّي» أي ناصري و مدبري و حافظي «فِيالدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ» تتولى فيهماإصلاح معاشي و معادي «تَوَفَّنِيمُسْلِماً» قال ابن عباس ما تمنى نبيتعجيل الممات إلا يوسف لما انتظمت أسبابمملكته اشتاق إلى ربه و قيل معناه ثبتنيعلى الإيمان إلى وقت الممات و أمتني مسلما«وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ» أيبأهل الجنة من الأنبياء و الأولياء والصديقين و قيل لما جمع الله سبحانه بينه وبين أبويه و إخوته أحب أن يجتمع مع آبائهفي الجنة فدعا بذا الدعاء و المعنى ألحقنيبهم في ثوابهم و درجاتهم قيل فتوفاه اللهتعالى بمصر و هو نبي فدفن في النيل فيصندوق من رخام و ذلك أنه لما مات تشاحالناس عليه كل يحب أن يدفن في محلته لماكانوا يرجون من بركته فرأوا أن يدفنوه فيالنيل فيمر الماء عليه ثم يصل إلى جميع مصرفيكون كلهم فيه شركاء و في بركته شرعا سواءفكان قبره في النيل إلى أن حمله موسى (ع)حين خرج من مصر ثم عاد سبحانه بعد تمامالقصة إلى خطاب النبي (ص) فقال «ذلِكَ» أيالذي قصصت عليك من قصة يوسف يا محمد «مِنْأَنْباءِ الْغَيْبِ» أي من جملة أخبارالغيب «نُوحِيهِ إِلَيْكَ» على ألسنةالملائكة لتخبر به قومك و يكون دلالة علىإثبات نبوتك و معجزة دالة على صدقك «وَ ماكُنْتَ لَدَيْهِمْ» أي و ما كنت يا محمدعند أولاد يعقوب «إِذْ أَجْمَعُواأَمْرَهُمْ» إذ عزموا على إلقائه في البئرو اجتمعت آراؤهم عليه «وَ هُمْيَمْكُرُونَ» أي يحتالون في أمر يوسف حتىألقوه في الجب عن الجبائي و قيل يمكرونبيوسف عن ابن عباس و الحسن و قتادة.