مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
التي قبل حجة الوداع في ذي القعدة ثم حجالنبي (ص) في العام القابل حجة الوداعفوافقت في ذي الحجة فذلك حين قال النبي (ص) و ذكر في خطبته إلا و إنالزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللهالسماوات و الأرض السنة اثنا عشر شهرامنها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدةو ذو الحجة و المحرم و رجب مضر الذي بينجمادى و شعبان أراد (ع) الأشهر الحرم رجعت إلى مواضعها وعاد الحج إلى ذي الحجة و بطل النسيء«يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا» أييضل بهذا النسيء الذين كفروا و من قرأبضم الباء فمعناه يضلون به غيرهم وإضلالهم أنهم فعلوا ذلك ليحللوا للناسالأشهر الحرم التي حرم الله القتال فيها وأوجب الحج في بعضها فيستحلون ترك الحج فيالوقت الذي هو واجب فيه و يوجبونه في الوقتالذي لا يجب فيه و جوزوا ذلك عليهم حتىضلوا باتباعهم «يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً» أي يجعلون الشهرالحرام حلالا إذا احتاجوا إلى القتال فيهو يجعلون الشهر الحلال حراما و يقولون شهربشهر و إذا لم يحتاجوا إلى القتال لميفعلوا ذلك «لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ماحَرَّمَ اللَّهُ» معناه أنهم لم يحلواشهرا من الحرم إلا حرموا مكانه شهرا منالحلال و لم يحرموا شهرا من الحلال إلاأحلوا مكانه شهرا من الحرم ليكون موافقةفي العدد و ذلك المواطاة «زُيِّنَ لَهُمْسُوءُ أَعْمالِهِمْ» أي زينت لهم أنفسهمأو زين لهم الشيطان سوء أعمالهم عن الحسن وقيل معناه استحسنوا ذلك بهواهم «وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَالْكافِرِينَ» مر تفسيره.
[سورة التوبة (9): الآيات 38 الى 39] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْإِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِاللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِأَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَالْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِالدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ(38) إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْعَذاباً أَلِيماً وَ يَسْتَبْدِلْقَوْماً غَيْرَكُمْ وَ لا تَضُرُّوهُشَيْئاً وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ (39)اللغة
النفر الخروج إلى الشيء لأمر هيج عليه ومنه نفور الدابة يقال نفرت الدابة نفورا ونفر إلى الثغر نفرا و نفيرا و التثاقلتعاطي إظهار ثقل النفس و مثله التباطؤ وضده التسرع و المتاع الانتفاع بما يظهرللحواس و منه قولهم تمتع بالرياض والمناظر الحسان و يقال للأشياء