مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
في أسفل الثقب و العنكبوت حتى تنسج بيتافلما جاء سراقة بن مالك في طلبهما فرأى بيضالحمام و بيت العنكبوت قال لو دخله أحدلانكسر البيض و تفسخ بيت العنكبوت فانصرفو قال النبي (ص) اللهم أعم أبصارهم فعميتأبصارهم عن دخوله و جعلوا يضربون يمينا وشمالا حول الغار و قال أبو بكر لو نظرواإلى أقدامهم لرأونا و روى علي بن إبراهيم بن هاشم قال كان رجل منخزاعة فيهم يقال له أبو كرز فما زال يقفوأثر رسول الله (ص) حتى وقف بهم باب الغارفقال لهم هذه قدم محمد (ص) هي و الله أختالقدم التي في المقام و قال هذه قدم أبيقحافة أو ابنه و قال ما جازوا هذا المكانإما أن يكونوا قد صعدوا في السماء أو دخلوافي الأرض و جاء فارس من الملائكة في صورةالإنس فوقف على باب الغار و هو يقول لهماطلبوه في هذه الشعاب فليس هاهنا و كانتالعنكبوت نسجت على باب الغار و نزل رجل منقريش فبال على باب الغار فقال أبو بكر قدأبصرونا يا رسول الله فقال (ص) لو أبصروناما استقبلونا بعوراتهم «فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُعَلَيْهِ» يعني على محمد (ص) أي ألقى فيقلبه ما سكن به و علم أنهم غير واصلين إليهعن الزجاج «وَ أَيَّدَهُ» أي قواه و نصره«بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها» أي بملائكةيضربون وجوه الكفار و أبصارهم عن أن يروهعن الزجاج و قيل معناه قواه بملائكة يدعونالله تعالى له عن ابن عباس و قيل معناه وأعانه بالملائكة يوم بدر و أخبر اللهسبحانه أنه صرف عنه كيد أعدائه و هو فيالغار ثم أظهر نصره بالملائكة يوم بدر عنمجاهد و الكلبي و قال بعضهم يجوز أن تكونالهاء التي في عليه راجعة إلى أبي بكر وهذا بعيد لأن الضمائر قبل هذا و بعده تعودإلى النبي (ص) بلا خلاف و ذلك في قوله«إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُاللَّهُ» و في قوله «إِذْ أَخْرَجَهُ» وقوله «لِصاحِبِهِ» و قوله فيما بعد و«أَيَّدَهُ» فكيف يتخللها ضمير عائد إلىغيره هذا و قد قال سبحانه في هذه السورة«ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُعَلى رَسُولِهِ وَ عَلَىالْمُؤْمِنِينَ» و قال في سورة الفتح«فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلىرَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ» و قدذكرت الشيعة في تخصيص النبي (ص) في هذهالآية بالسكينة كلاما رأينا الإضراب عنذكره أحرى لئلا ينسبنا ناسب إلى شيء «وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواالسُّفْلى» معناه أن الله سبحانه جعلكلمتهم نازلة دنية و أراد به أنه سفلوعيدهم للنبي (ص) و تخويفهم إياه و أبطلهبأن نصره عليهم فعبر عن ذلك بأنه جعلكلمتهم السفلى لا أنه خلق كلمتهم «وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا» أي هيالمرتفعة المنصورة بغير جعل جاعل لأنها لايجوز أن تدعو إلى خلاف الحكمة و قيل إنكلمة الكفار كلمة الشرك و كلمة الله هيكلمة التوحيد و هي قوله لا إِلهَ إِلَّااللَّهُ فمعناه جعل