مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
أرانا موضعين لحتم غيب *** و نسخر بالطعام وبالشراب و ربما قالوا للراكب وضع بغير ألف و وضعتالناقة تضع وضعا و وضوعا و أوضعتها إيضاعاقال: يا ليتني فيها جذع *** أخب فيها و أضع خلالكم أي بينكم مشتق من التخلل و في الحديث تراصوا بين الصفوف لا يتخللكمالشياطين كأنها ببنات حذف و التقليب تصريف الشيء بجعل أعلاه أسفلهو رجل حول قلب كأنه يقلب الآراء في الأمورو يحولها. المعنى ثم أخبر سبحانه عن هؤلاء المنافقين فقال«وَ لَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ» مع النبي(ص) نصرة له أو رغبة في جهاد الكفار كماأراد المؤمنون ذلك «لَأَعَدُّوا لَهُعُدَّةً» أي لاستعدوا للخروج عدة و هي مايعد لأمر يحدث قبل وقوعه و المراد لأخذواأهبة الحرب من الكراع و السلاح لأن أمارةمن أراد أمرا أن يتأهب له قبل حدوثه «وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ»معناه و لكن كره الله خروجهم إلى الغزولعلمه أنهم لو خرجوا لكانوا يمشونبالنميمة بين المسلمين و كانوا عيوناللمشركين و كان الضرر في خروجهم أكثر منالفائدة «فَثَبَّطَهُمْ» عن الخروج الذيعزموا عليه لا عن الخروج الذي أمرهم به لأنالأول كفر و الثاني طاعة و لا ينبغي أنيقال كيف كره انبعاثهم بعد ما أمر به فيالآية الأولى لأنه إنما أمر بذلك على وجهالذب عن الدين و نية الجهاد و كره ذلك علىنية التضريب و الفساد فقد كره غير ما أمربه و معنى ثبطهم بطأ بهم و خذلهم لما يعلممنهم من الفساد «وَ قِيلَ اقْعُدُوا مَعَالْقاعِدِينَ» أي و قيل لهم اقعدوا معالنساء و الصبيان و يحتمل أن يكونالقائلون لهم ذلك أصحابهم الذين نهوهم عنالخروج مع النبي (ص) للجهاد و يحتمل أن يكونذلك من كلام النبي (ص) لهم على وجه التهديدو الوعيد لا على وجه الإذن و يجوز أن يكونأيضا على وجه الإذن لهم في القعود الذيعاتبه الله تعالى عليه إذ كان الأولى أن لايأذن لهم ليظهر للناس نفاقهم قال أبو مسلمهذا يدل على