ثم أخبر سبحانه عنهم فقال «وَ مِنْهُمْ»أي و من هؤلاء المنافقين «مَنْ يَلْمِزُكَفِي الصَّدَقاتِ» أي يعيبك و يطعن عليك فيأمر الصدقات «فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها» أيمن تلك الصدقات «رَضُوا» و أقروا بالعدل«وَ إِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْيَسْخَطُونَ» أي يغضبون و يعيبون و قال أبو عبد الله (ع) أهل هذه الآية أكثر منثلثي الناس «وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُاللَّهُ وَ رَسُولُهُ» معناه و لو أنهؤلاء المنافقين الذين طلبوا منك الصدقاتو عابوك بها رضوا بما أعطاهم الله و رسوله«وَ قالُوا» مع ذلك «حَسْبُنَا اللَّهُ»أي كفانا الله أو كافينا الله«سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ» أي سيعطينا الله من فضله وإنعامه و يعطينا رسوله مثل ذلك و قالوا«إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ» في أنيوسع علينا من فضله فيغنينا عن أموالالناس و قيل يعني راغبون إليه فيما يعطينامن الثواب و يصرف عنا من العذاب و جواب أومحذوف و تقديره لكان خيرا لهم و أعود عليهمو حذف الجواب في مثل هذا الموضع أبلغ علىما تقدم بيانه.