مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
النفاق و حسن ذلك لأن موضع الكلام علىالتهديد «قُلِ اسْتَهْزِؤُا» معناه قل يامحمد لهؤلاء المنافقين استهزءوا أياطلبوا الهزء و هو وعيد بلفظ الأمر «إِنَّاللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ» أيمظهر ما تحذرون من ظهوره و المعنى أن اللهيبين لنبيه باطن حالكم و نفاقكم «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ» عن طعنهم في الدين واستهزائهم بالنبي (ص) و بالمسلمين«لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ» و اللام للتأكيد و القسم ومعناه لقالوا كنا نخوض خوض الركب فيالطريق لا على طريق الجد و لكن على طريقاللعب و اللهو فكان عذرهم أشد من جرمهم«قُلْ» يا محمد «أَ بِاللَّهِ وَ آياتِهِ»أي حججه و بيناته و كتابه «وَ رَسُولِهِ»محمد (ص) «كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ» ثمأمر الله سبحانه نبيه (ص) أن يقول لهؤلاءالمنافقين «لا تَعْتَذِرُوا» بالمعاذيرالكاذبة «قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَإِيمانِكُمْ» أي فإنكم بما فعلتموه قدكفرتم بعد أن كنتم مظهرين الإيمان الذييحكم لمن أظهره بأنه مؤمن و لا يجوز أنيكونوا مؤمنين على الحقيقة مستحقينللثواب ثم يرتدون على ما تقرر بالدليل وذكر في غير هذا الموضع أن المؤمن لا يجوزأن يكفر «إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍمِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةًبِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ» أيكافرين مصرين على النفاق هذا إخبار منهسبحانه أنه إن عفا عن قوم منهم إذا تابوايعذب طائفة أخرى لم يتوبوا و أقاموا علىالنفاق و الطائفة اسم للجماعة على الحقيقةلأنه اسم لما يطيف بغيره و يحيط به و قد سميالواحد طائفة على معنى أنها نفس طائفة و قدورد القرآن بذلك في قوله «وَ لْيَشْهَدْعَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَالْمُؤْمِنِينَ» فقد ورد في الآثار عن أئمتنا (ع) أن أقل من يحذرعذابهما واحد من المؤمنين فصاعدا و روي أن هاتين الطائفتين كانوا ثلاثة نفرفهذا اثنان و ضحك واحد و هو الذي تاب مننفاقه و اسمه مخشي بن حمير فعفا الله عنه.