مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
و الزبرجد الأخضر لا أذى فيها و لا وصب ولا نصب عن الحسن «فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ» أيفي جنات إقامة و خلد و قيل هي بطنان الجنةأي وسطها عن ابن مسعود و قيل هي مدينة فيالجنة و فيها الرسل و الأنبياء و الشهداء وأئمة الهدى و الناس حولهم و الجنان حولهاعن الضحاك و قيل إن عدنا أعلى درجة فيالجنة و فيها عين التسنيم و الجنان حولهامحدقة بها و هي مغطاة من يوم خلقها الله عزو جل حتى ينزلها أهلها الأنبياء والصديقون و الشهداء و الصالحون و من شاءالله و فيها قصور الدر و اليواقيت و الذهبفتهب ريح طيبة من تحت العرش فتدخل عليهمكثبان المسك الأبيض عن مقاتل و الكلبي و روي عن النبي (ص) أنه قال عدن دار الله التيلم ترها عين و لم تخطر على قلب بشر لايسكنها غير ثلاثة النبيين و الصديقين والشهداء يقول الله عز و جل طوبى لمن دخلك «وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ» رفععلى الابتداء أي و رضا الله تعالى عنهمأكبر من ذلك كله قال الجبائي إنما صارالرضوان أكبر من الثواب لأنه لا يوجد شيءمنه إلا بالرضوان و هو الداعي إليه الموجبله و قال الحسن لأن ما يصل إلى القلب منالسرور برضوان الله أكبر من جميع ذلك وإنما رفع رضوان لأنه استأنفه للتعظيم كمايقول القائل أعطيتك و وصلتك ثم يقول و حسنرأيي فيك و رضاي عنك خير من جميع ذلك«ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» أيذلك النعيم الذي وصفت هو النجاح العظيمالذي لا شيء أعظم منه ثم أمر سبحانهبالجهاد فقال «يا أَيُّهَا النَّبِيُّجاهِدِ الْكُفَّارَ» بالسيف و القتال «وَالْمُنافِقِينَ» و اختلفوا في كيفية جهادالمنافقين فقيل إن جهادهم باللسان و الوعظو التخويف عن الجبائي و قيل جهادهم بإقامةالحدود عليهم و كان نصيبهم من الحدود أكثرو قيل هو بالأنواع الثلاثة بحسب الإمكانيريد باليد فإن لم يستطع فباللسان فإن لميستطع فبالقلب فإن لم يقدر فليكفهر فيوجوههم عن ابن مسعود و روي في قراءة أهل البيت جاهد الكفاربالمنافقين قالوا لأن النبي (ص) لم يكنيقاتل المنافقين. و إنما كان يتألفهم لأنالمنافقين لا يظهرون الكفر و علم اللهتعالى بكفرهم لا يبيح قتلهم إذا كانوايظهرون الإيمان «وَ اغْلُظْ عَلَيْهِمْ» و معناه وأسمعهم الكلام الغليظ الشديد و لا ترقعليهم «وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ» أيمنزلهم و مقامهم و مسكنهم جهنم يريد مأوىالفريقين «وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ» أي بئسالمرجع و المأوى.