مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
لجوا فيه و أبوا غيره عن ابن إسحاق و قيلفيه تقديم و تأخير و تقديره و ممن حولكم منالأعراب منافقون مردوا على النفاق و منأهل المدينة أيضا مثل ذلك عن الزجاج «لاتَعْلَمُهُمْ» يا محمد أي لا تعرفهم«نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ» أي نعرفهم«سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ» فيهأقوال (أحدها) أن معناه نعذبهم في الدنيابالفضيحة فإن النبي (ص) ذكر رجالا منهم و أخرجهم منالمسجد يوم الجمعة في خطبته و قال أخرجوافإنكم منافقون و يعذبهم في القبر عن ابن عباس و السدي والكلبي و قيل مرة في الدنيا بالسبي و القتلو مرة في الآخرة بعذاب القبر عن مجاهد وروى حصيف عنه عذبوا بالجوع مرتين و قيلإحداهما أخذ الزكاة منهم و الأخرى عذابالقبر عن الحسن و قيل إحداهما غيظهم من أهلالإسلام و الأخرى عذاب القبر عن ابن إسحاقو قيل إن الأولى ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند قبض أرواحهم و الأخرى عذابالقبر و قيل إن الأولى إقامة الحدود عليهمو الأخرى عذاب القبر عن ابن عباس و كل ذلكمحتمل غير أنا نعلم أن المرتين معا قبل أنيردوا إلى عذاب النار «ثُمَّ يُرَدُّونَإِلى عَذابٍ عَظِيمٍ» أي يرجعون يومالقيامة إلى عذاب مؤبد في النار «وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ»يعني من أهل المدينة أو من الأعراب آخرونأقروا بذنوبهم و ليس براجع إلى المنافقينو الاعتراف الإقرار بالشيء عن معرفة«خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَسَيِّئاً» يعني أنهم يفعلون أفعالا جميلةو يفعلون أفعالا سيئة قبيحة و التقدير وعملا آخر سيئا «عَسَى اللَّهُ أَنْيَتُوبَ عَلَيْهِمْ» قال المفسرون عسى منالله واجبة و إنما قال عسى حتى يكونوا بينطمع و إشفاق فيكون ذلك أبعد من الاتكال علىالعفو و إهمال التوبة و في هذا دلالة علىبطلان القول بالإحباط لأنه لو صح الإحباطلكان أحد العملين إذا طرأ على الآخر أحبطهو أبطله فلم يجتمعا فلا يكون لقوله«خَلَطُوا» معنى و قال بعض التابعين ما فيالقرآن آية أرجى لهذه الأمة من هذه الآية وقد يستعمل لفظ الخلط في الجمع من غيرامتزاج يقال خلط الدراهم و الدنانير و قيلأنه يجري مجرى قولهم استوى الماء و الخشبةأي مع الخشبة و قيل إن خلط بالتخفيف فيالخير و خلط بالتشديد في الشر «إِنَّاللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» هذا تعليللقبول التوبة من العصاة أي لأنه غفور رحيم.النزول
قال أبو حمزة الثمالي بلغنا أنهم ثلاثةنفر من الأنصار أبو لبابة بن عبد المنذر وثعلبة بن وديعة و أوس بن حذام تخلفوا عنرسول الله (ص) عند مخرجه إلى تبوك فلمابلغهم ما أنزل الله فيمن تخلف عن نبيهأيقنوا بالهلاك و أوثقوا أنفسهم بسواريالمسجد فلم يزالوا كذلك حتى قدم رسول الله(ص)