و قال ابن مسكويه فى كتاب تجارب الا مم . و محمد بن مسلم بن قتيبة فى كتاب الامامة : انّ معاوية [كـتـب ] (39) الى سـعـيـد بـن العـاص وهـو عـلى المـديـنـة ، يـاءمـره ان يـدعـو اءهـل المـديـنة الى البيعة ، ويكتب اليه ممن سارع و ممن لم يسارع ، فلمّا اءتى سعيد بن العاص الكـتـاب ، دعـا النـاس الى البـيـعـة ليـزيـد، و اظـهـر الغـلظـة واءخـذهـم بـالعـزم والشـدّة وسـطا (40) بكلّ من ابطا عن ذلك .فاءبطا الناس عنها الاّ اليسير، لا سيّما بني هاشم ، لا نّه لم يجبه منهم اءحد و كان عبدالله ابن الزبير من اءشدّ النّاس انكارا لذلك وردّا له .فـكـتـب سعيد بن العاص الى معاوية اءمّا بعد: فانك اءمرتني اءن اءدعوا النّاس لبيعة يزيد وان اكـتـب اليـك بـمـن سـارع ومـمـن اءبـطـا. وانـّى اءخـبـرك انّ النـّاس عـن ذلك بـطـاء، لا سـيـّمـا اءهل البيت من بني هاشم فاءنّه لم يجبني منهم اءحد وبلغني منهم ما اءكره .و اءمـّا الّذى جـاهـر بـعـداوتـه وإبائه لهذا الا مر فعبدالله بن الزبير، فلست اءقوى عليهم الاّ بالخيل والرّجال اءو تقدم بنفسك فترى راءيك فى ذلك والسّلام .فـكـتـب معاوية الى الحسين بن على (ع ) و الى عبدالله بن العبّاس ، (41) والى عبدالله بـن جـعـفـر (42) والى عـبـدالله بن الزبير، كتبا. واءمر سعيد بن العاص اءن يوصلها اليهم ويبعث باءجوبتها.و كتب الى سعيد بن العاص اءمّا بعد: فقد اءتاني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من ابطاء النّاس عن البيعة ، ولا سيّما بني هاشم ، وما ذكر ابن الزبير و قد كتبت الى رؤ سائهم كتبا فسلّمها اليهم و تنجز بجوابتها وابعث بها الىٍّّ حتّى اءرى في ذلك راءيي . ولتشدّ عزيمتك ، و لتصلب شكيمتك ، و تـحـسـن نـيـّتـك ، و عليك بالرّفق وايّاك والخرق ، فاءنّ الرّفق رشد والخرق نكد، و اءنظر حـسـيـنـا خاصّة فلا يناله منك مكروه ، فاءنّ له قرابة وحقّا عظيما لا ينكره مسلم ولا مسلمة ، وهو ليث عرين . و لست آمنك ان شاورته ان لا نقوي عليه .