ذخیره الدارین فیما یتعلق بمصائب الحسین و اصحابه (علیهم السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ثـم انّ مـعـويـة مـرّ بـحـلقـة مـن قـريـش فـلمـّا راوه قـامـوا، غـيـر عـبـدالله بـن عـبـاس فـقـال : يـابـن عباس ما منعك من القيام ؟ كما قام اءصحابك الاّ موجدة في نفسك علىَّ بقتالي ايّاكم يـوم صـفـيـن ، يـابـن عـبـاس ، فـانّ ابـن عـمـى عـثـمـان ، قـتـل مـظـلومـا قـال له إبـن عـبـاس :فـعـمـر بـن الخـطـاب قـد قـتـل مـظـلومـا، اءفـسـلمـتـم الا مـر إلى ولده ؟ قـال : إنّ عـمـر قـتـله مـشـرك قـال ابـن عـبـاس : فـمـن قـتـل عـثـمـان ؟ قال قتله المسلمون ! قال : فذلك اءدحض لحجتك واحل لدمه إن كان المسلمون ، قتلوه وخذلوه فليس الاّ بحق .قـال : مـعـاويـه فـانـّا قـد كـتـبـنـا فـى الا فـاق نـنـهـى عـن ذكـر مـنـاقـب عـلى بـن ابـى طـالب واهـل بـيـتـه ، فـكـفّ لسـانـك يـابـن عـبـاس وارب عـلى نـفـسـك . فـقـال له إبـن عـبـاس :يـا مـعـويـة افـتـنـهـانـا عـن قـرائة القـران ؟ قال : لا.قال : افتنهانا عن تاءويله ؟ قال : نعم .قال : فنقراء و لا نساءل عمّا عنى اللّه به ؟ قال : نعم .قال فايتهما اوجب علينا قرائة القران او العمل به ؟ قال معوية : العمل به .قـال كـيـف نـعـمـل بـه حـتـى نـعـلم مـا عـنـى اللّه بـمـا انـزل عـليـنـا؟ قـال : سـل عـن ذلك مـن يـتـاءوله عـلى غـيـر مـا تـتـاوله انـت و اهل بيتك .قـال : انـّمـا انـزل القـران عـلى اهـل بـيـتـى نـسـال عـنـه ال اءبـي سـفـيـان ، وآل اءبـي مـعـيـط واليـهـود والنـصـاري والمـجـوس ؟ قـال : فـقـد عـدلتـنـا بـهـم قـال : لعـمرى ما اعدلك بهم الا اذا نهيت الا مّه ان يعبدوا الله بالقران وبما فيه من اءمر ونهى او حـلال او حـرام او نـاسـخ او مـنـسـوخ او عـام او خـاص او مـحـكـم او مـتـشـابـه وان لم تساءل الامة عن ذلك هلكوا واختلفوا وتاهو.قـال : اقـرؤ ا القـران [وتـاءلّوه ] (87) ولا تـرووا شـيـئا مـمـّا انـزل الله فـيـكـم واردوا، مـا سـوى ذلك . قـال ابـن عـبـاس : فـانّ اللّه تـعـالى يقول فى القران :(يـُريدُونَ اَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللّه بِاءَفْواهِهِم وَ يِاءبَى للّهُ اِلاّ اَنْ يُتَّمِ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكافِروُن (88)) قـال مـعـاويـة يـابـن عـبـاس اكفنى نفسك وكفّ عني لسانك وان كنت لابد، فاعلم فليكن ذلك سرا، لا يـسـمـعـه احـد علانية ثم رجع الى بيته فبعث اليه بخمسين الف درهم و فى بعضى النسخ ماءة الف درهم .[ونـادى مـنـادى مـعـويـة قـد بـرئت الذمـة مـمـن روى حـديـثـا فـي مـنـاقـب عـلى (ع ) واهـل بـيـتـه ] (89) و كـان اشـدّ النـاس بـليـة اهـل الكـوفـة ، لكـثـرة من فيها من الشّيعة فاستعمل عليها زياد بن اءبيه ، وضمّ اليه البصرة والكـوفـه وجـمـيـع العـراقـيـن ، فجعل يستبع الشيعة و هو بهم عالم لا نّه كان منهم فقد عرفهم وسمع كلامهم اول شى ء.فـقـتـلهـم تـحـت كـل كـوكـب وحـجـر مـدر واجـلاهـم . واخـافـهـم وقـطـع الا يـدي والا رجـل و صـلبـهـم عـلى جذوع النخل ، وسمل اعينهم ، وطردهم وشردهم ، حتى انتزعوا عن العراق فلم يبق بها احد معروف مشهور الاّ مقتول اءو مصلوب اءو طريداء وهارب .و كـتـب معاوية إلى قضاته و ولاته فى جميع الاءرضين و الاءمصار: اءن لاتجيزوا لاحد من شيعة علىٍّّ بن اءبيطالب (ع ) و لامن اءهل بيته [ولا من اءهل بيته الّذين يرون فضله و يتحدثون بمناقبه ] (90) شهادةً.وكـتـب إلى عـمـّاله : اُنـظـروا مـَن قـِبـَلكـم مـن شـيـعـة عـثـمـان و مـحـبـيـّة و اءهل بيته و اءهل ولايته والّذين يرون فضله و يتحدثون بمناقبه ، فاءدنوا مجالسهم و اءكرموهم وقـرّبـوهـم وشـرّفـوهـم واُكـتـبـوا إليَّ بـكـل مـايـروى كـلّ رجل منهم فيه وإسم الرجل وإسم اءبيه وممن هو.ففعلوا ذلك حتى اءكثروا فى عثمان الحديث وبعث إليهم بالصلات والكسى و الخلع والقطايع مـن العـرب ، وللوالي فـكـثـر ذلك فـى كـل مـصـر، وتـنـافـسـوا فـى الا مـوال والدنـيـا فـليـس يـجـيى ء اءحد من مصر من الا مصار، فيروي في عثمان منقبة او فضيلة الاكتب اءسمه وقرب ، واجيز فلبثوا بذلك ما شاء الله .