ذخیره الدارین فیما یتعلق بمصائب الحسین و اصحابه (علیهم السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ثـم كـتـب الى عـمـاله : ان الحـديـث فـى عـثـمـان قـد كـثـر وفـشـا، فـى كـل مـصـر. فـادعـوا النـاس اءلي الروايـة فى ابى بكر و عمر، فاءنّ فضلهما و سوابقهما احب اليـنـا، واقـرّ لا عـيـنـنـا، وادحـض لحـجـة اهـل هـذا البـيـت ، واشـد عـليـهـم . فـقـراء كـل امـيـر وكـل قـاض كـتابه على الناس فاخذ الناس فى الروايات فى ابى بكر و عمر على المـنـبـر فـى كـل كـورة وكـل مـسـجـد زورا والقـوا ذلك الى مـعلّمي لكتاتيب ، فعلموا صبيانهم كما يعلمونهم القران حتى علمن بناتهم ونساؤ هم وحشمهم فلبثوا فى ذلك ما شاء اللّه .و كـتـب زيـاد بـن ابـيه الى معوية فى حق الحضرميين : انّهم على دين على (ع ) وعلى رآيه ، فكتب اليه معوية اقتل كل من كان على دين على (ع ) ورآيه فقتلهم و مثلّ بهم .ثم كتب الى عماله نسخة واحدة الى جميع البلدان : انظروا من قامت عليه البينة انه يحب عليّاً(ع ) واهل بيته ، فامحوه من الديوان ولا تجيزوا له شهادة .ثـم كـتـب كـتـابـا آخـر مـن اتـهـمـتـموه ولم تقم عليه البينه فاقتلوه ، فقتلوهم على التهم والظن والشـُبـه تـحـت كـل كـوكـب ، حـتـى لقـد كان الرجل يغلط بالكلمة فتضرب عنقه ، ولم يكن ذلك البـلاء فـى بـلد اكـبـر ولا اشـد مـنـه بـالعـراق ، ولا سـيـمـا بـالكـوفـة ، حـتـى ان الرجـل مـن شـيـعـة عـلي (ع ) ومـمـن بـقـي مـن اصـحـابـه بـالمـديـنـة وغـيـرهـا لياءتيه ، من يثق به فـيـدخـل بيته ثم يلقي اليه سره فيخاف من خادمه ، ومملوكه ، فلا يحدثه حتى ياءخذ عليه الا يمان المغلظه ليكتمنّ عليه .وجـعـل الا مـر لايـزداد الاشـدة وكـثـر عـنـدهم عدوّهم ، و اءظهروا احاديثهم الكاذبة فى اصحابهم من الزور والبـهـتـان ، فـنـشـاء النـاس عـلى ذلك ولا يـتـعـلمـون الا منهم ومضى على ذلك قضاتهم و ولاتهم و فقهاؤ هم .وكـان اعـظـم النـاس فـى ذلك بـلاء او فـتـنـة القراء المراؤ ن المتصنعون ، الّذين يظهرون لهم الحـزن والخـشـوع والنـسـك و يـكـذبون و يفتعلون الا حاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ، ويدنوا بـذلك مـجـالسـهـم ، ويـصـيـبـوا بـذلك الامـوال والقـطـايـع والمـنـازل حـتـى صـارت احـاديـثـهـم تلك ، ورواياتهم فى ايدى من يحسب انها حق و اءنها صدق ، فـرووهـا وقـبـلوهـا وتعلّموها وعلّموها واحبوا عليها وابغضوا، وصارت فى ايدى الناس المتدينين الذيـن لا يـسـتـحـلون الكـذب ويـبـغـضـون عليه اهله ، فقبلوها وهم يرون اءنّها حقّ، ولو علموا اءنّها بـاطـل لم يـرووهـا ولم يـتـديـنـوا بـهـا، فـصـار الحـق فـى ذلك الزمـان بـاطـلا والبـاطـل حـقـا والصـدق كـذبـا والكـذب صـدقـا. وقـد قال رسول الله (ص ):(لتشملنكم فتنة يربو فيها الوليد وينشاءفيها الكبير، يجري الناس عليها ويتّخذونها سنّة . فاذا غُيِّر منها شى ء قالوا: اءتى الناس منكرا، غيّرت السّنة .) فـلمـا مـات الحـسـن بـن على (ع ) لم تزل الفتنة والبلاء يعظمان ويشتدّان فلم يبق ولىُّ للّه إلاّ خـائفـا عـلى دمـه (وفـى روايـه اخـرى ) الاخـائفـا عـلى دمـه اءو مقتول اءو طريدٌ اءو شريدٌ. ولم يبق عدوّ للّه الا مظهرا حجّته غير مستتر ببدعته و ضلالته خـطـبـة الامـام الحـسـيـن (ع ) فـى مـنـى فـلمـا كـان قـبـل مـوت مـعاوية بسنة حج الحسين بن على (ع ) وعبدالله بن عباس و عبدالله بن جعفر معه . فجمع الحـسـيـن (ع ) بـنـى هـاشـم ، رجـالهـم و نـسـاءهم و مواليهم و من الانصار ممن يعرفه الحسين (ع ) واهل بيته .ثـم ارسـل رسـلا: (لا تـدعـوا اءحـداً مـمـن حـج العـام مـن اصـحـاب رسول الله (ص ) المعروفين