ذخیره الدارین فیما یتعلق بمصائب الحسین و اصحابه (علیهم السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
، من اءليم ما بها وشدّته ، وسوف انبئك واءعلمك اءمري . كنت قد عرفت من امير المـؤ مـنـيـن اسـتـكـمـل اللّه بـقـاءه ، نـظـرا فـى خـيـار الا مـور لي ، وحـرصـا عـلى سـياقها إليّ، وافـضـل مـا عـسـيـت اءسـتـعـدّ بـعـد إسـلامـى المـراءة الصـالحـة ، وقـد كـان مـا يـحـدّث بـه مـن فـضل جمال اءُرَيْنبْ بنت إسحق و كمال اءدبها ما قد سطع وشاع في النّاس ، فوقع منّي بموقع الهـوى فيها، والرّغبة في نكاحها، فرجوت اءلاّ تدع حسن النّظر لي في اءمرها، فتركت ذلك حتّى اسـتـنـكـحـهـا بـعـلهـا، فـلم يـزل مـا وقـع فـى خـلدي يـنـمـو و يـعـظـم فـي صـدري ، حـتـّى عـيـل صـبـري ، فـبـحـت بـسـري ، فـكـان مـمـا ذكـرت تـقـصـيـرك فـى اءمـرى ، فـاللّه يـجـزيـك اءفـضـل مـن سـؤ الي وذكـري . فـقـال له مـعـاويـة : مـهـلا يـا يـزيـد، فـقـال : عـلى مـَتـاءمـرنـى بـالمـهـل وقـد انـقـطـع مـنـهـا الامـل ؟ فـقـال له مـعـاويـة : فـاءيـن حـجـاك و مـرؤ تـك وتـقـاك ؟ فـقـال يـزيـد: قـد يـغـلب الهـوى عـلى الصبر والحجى ، ولو كان اءحد ينتفع فيما يبتلى به من الهـوى يـتـقاه ، اءو يدفع ما اءقصده بحجاه ، لكان اءولى الناس بالصّبر داود(ع ) وقد خبرك القـران بـاءمـره . فـقـال مـعـاويـة : فـمـا مـنـعـك قـبـل الفـوت مـن ذكـره ؟ قال : ما كنت اءعرفه ، واثق بن من جميل نظرك ، قال : صدقت ، ولكن اكتم يا بنىّ اءمرك بحلمك ، واسـتـعـن بـاللّه عـلى غـلبـة هـواك بـصـبـرك ، فاءنّ البوح به غير فعك ، واللّه بالغ اءمره ، ولابدمّما هو كائن .و كـانـت اءريـنـب بـنـت إسـحـق (213) مـثـلا مـن اءهـل زمـانـهـا فـي جـمـالهـا، وتـمـام كـمـالهـا وشـرفـهـا، وكـثـرة مـالهـا فـتـزوجـهـا رجـل مـن بني عمّها يقال له عبداللّه بن سلام (214) من قريش ، وكان من معاوية بالمنزلة الرّفـيـعـة فـى الفـضـل . ووقع اءمر يزيد بن معاوية موقفا ملاه هَمّاً، و اءوسعه غمّا، فاءخذ فى الحيلة والنّظر ان يصل اليها، وكيف يجمع بينه وبينها حتى يبلغ رضا يزيد فيها. فكتب معاوية إلى عـبـداللّه بـن سـلام وكـان قـد اسـتـعـمـله عـلى العـراق ، (215) اءن اءقـبـل حـيـن تـنـظـر فـى كـتـابـي هـذالا مـر حـظـّك فـيـه كـامـل ، ولاتـتـاءخـر عـنـه فـاعـد المـسير والاقـبـال . وكـان عـند معاوية بالشّام ابوهريرة (216) وابوالدرداء (217). صـاحـبـا رسـول اللّه (ص )، فـلمـّا قـدم عـبـداللّه بـن سـلام الشـّام ، اءمـر مـعـويـة ان يـنـزل مـنـزلا قـد هىّء له ، واعدله فيه نزله ، ثمّ قال لابى هريرة وصاحبه ، انّ اللّه قسم بين عـبـاده قـسـمـا، ووهـبـهـم نـعـما اوجب عليهم شكرها، وحتم عليهم حفظها، وامره برعاية حقّها، وسلطان طريقها، بجميل النّظر، وحسن التفقّد لمن طوقهم اللّه اءمره ، كما فوضّه اليهم ، حتّى يؤ دّوا الى اللّه الحـق فـيـهـم كـمـا اوجـبـه عـليـهـم ، فـحـبـانـي منها عزّوجلّ باءعزّ الشّرف ، وسموالسّلف ، واءفـضـل الذّكـر، واءغـدق اليـسـر، واءوسـع عليّ فى رزقه ، وجعلنى راعى خلقه ، واءمينه في بـلاده ، والحاكم فى اءمر عباده ، ليبلونى اءاءشكر آلاءه اءم اءكفرها. فاءيّاه اساءله اءداء شكره ، وبـلوغ مـا اءرجو بلوغه ، من عظيم اءجره ، واءوّل ما ينبغى للمرء اءن يتفقده وينظر فيه ، فيمن اسـتـرعـاه اللّه اءمره من اءهله ومن لاغنى به عنه . وقد بلغت لي ابنة اءردت إنكاحها، والنّظر فى تبعل من يريداءن يباعلها، لعل من يكون بعدي يهتدي منه يهتدى ، ويتبع فيه اءثري ، فإنّي قد تـخـوفـت اءن يـدعـو مـن يـلى هـذا الا مـر مـن بـعـدي زهـوة السـّلطـان وسـرفـه إلى عـضـل نـسـائهـم ، ولايرون لهنّ فيمن ملكوا اءمره كفؤ ا ولانظيرا، وقد رضيت لها عبداللّه بن سلام لديـنـه وفـضـله ومـرؤ تـه و اءدبـه . فـقال ابوهريرة وابوالدّرداء: إن اءولى الناس برعاية اءنـعـم اللّه وشـكـرهـا، وطـلب مـرضـاتـه فـيـهـا فـيـمـا خـصـّه بـه مـنـهـا، اءنـت صـاحـب رسول اللّه وكاتبه . فقال معاوية : اءذكروا له ذلك عنّى ، وقد كنت جعلت لها فى نفسها شورى ، غـيـر اءنـّى اءرجـو اءنـّهـا لاتـخـرج مـن راءيـى انـشـاء اللّه . فـلمـّا خـرجـا مـن عنده متوجّهين إلى منزل عبداللّه بن سلام بالّذي قال لهما.قـال : ودخـل معوية إلى ابنته ، فقال لها: اذا دخل عليك اءبوهريرة واءبوالدرداء، فعرضا عليك اءمـر عـبـداللّه بن سلام ، وإنكاحي ايّاك منه ، ودعواك إلى مباعلته ، وحضّاك على ملائمة راءيى ، والمسارعة إلى هواى ، فقولى لهما: عبداللّه بن سلام كفؤ كريم ، وقريب حميم ، غير اءنه تحته اءريـنـب بـنـت اسـحق ، واءنا خائفة اءن يعرض لي من الغيرة ما يعرض للنساء، فاءتولّى منه ما اءسـخـط اللّه فـيـه ، فـيـعذّبني عليه ، فاءفارق الرّجاء، واءستشعر الا ذى ، ولست بفاعلة حتّى يـفـارقـهـا.